احمد الشامى
"جاستا" الأمريكاني .. و"الإرهاب" الإخواني
كشفت الولايات المتحدة الأمريكية عن مخططها لتقسيم الدول العربية وإقامة ما أطلقت عليه الشرق الأوسط الجديد. بموافقة الكونجرس علي قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" المعروف اختصاراً باسم "جاستا" والذي يسمح للمحاكم الأمريكية بالنظر في قضايا تتعلق ب"مطالبات ضد أي دولة أجنبية فيما يخص الإصابات. أو القتل. أو الأضرار التي تحدث داخل أمريكا نتيجة لعمل إرهابي يرتكب في أي مكان من قبل دولة أو مسئول أجنبي".. وهو ما يتيح لعائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001 مقاضاة الحكومة السعودية. وعلي الرغم من عدم ذكر اسم السعودية نصاً في القانون. إلا أن المملكة ستكون في مقدمة الدول التي ستقع تحت مقصلة القانون. ما يعني أنها ستتعرض لابتزاز متعمد من جانب واشنطن. وأنها ستكون البداية. وسيتبعها ملاحقة الكثير من الدول العربية لضرب اقتصادها وإسقاط أنظمة الحكم فيها..ويبدو أن الرئيس الأمريكي أوباما أبي أن يغادر البيت الأبيض قبل أن يترك قانوناً لمن يخلفه لاستكمال مؤامرة تقسيم الدول العربية. بعد أن سقطت 4 دول في عهده هي العراق وسوريا وليبيا واليمن. ولن نبلغ طُعم تجاهل فيتو الرئيس. فقد كان المطلوب لإقرار القانون أن يصوت لصالحه ثلثا أعضاء الكونجرس في مجلسيه. وهو ما حدث.. فقد وافق عليه 97 عضواً في مجلس الشيوخ من مجموع 100. وفي مجلس النواب صوت لصالحه 348 عضواً من مجموع 450. وهذا يؤكد أن النية كانت مبيتة لإقراره بهدف إثارة المشكلات مع الرياض ومحاصرتها سياسياً واقتصادياً. والدليل علي ذلك أن أرملة أحد ضحايا هجمات 11 سبتمبر علي مقر البنتاجون. وتدعي ستيفاني روس. أقامت دعوي قضائية ضد المملكة بعد يومين فقط من إقرار قانون "جاستا". واتهمت المدعية في دعواها المملكة بتقديم الدعم المادي لمنفذي الهجمات الإرهابية والتسبب في مقتل زوجها الضابط البحري باتريك دون..الآن باتت مؤامرة واشنطن تجاه الدول العربية واضحة. وهي لن تتراجع عن السعي إلي تنفيذ "مخطط التفتيت". وهذا لن يكون عن طريق خوضها حروب في المنطقة. بل إنها تسعي للخروج منها. وستعمل علي إشعال الحروب المذهبية والطائفية. ولذا لم يعد أمام دول المنطقة إلا الإسراع لمساندة المملكة الشقيقة في مواجهتها ضد واشنطن. وثانياً تكاتف الدول العربية واتحادها ووقف النزاعات الدينية والمذهبية والعرقية واللغوية بداخلها حتي لا تعطي الفرصة لواشنطن لتنفيذ ما تدبره بمساعدة إيران التي تترقب الموقف كالثعلب لاستغلال الفرصة وخطف فريستها. خصوصاً بعد أن أصبحت تحاصر المملكة من غالبية الاتجاهات بوجود قواتها في العراق ولبنان وسوريا واليمن. ويأتي صدور القانون في الوقت الذي مازالت واشنطن تدعم جماعة الإخوان التي تتخذ من الإرهاب وسيلة ضغط للعودة للحياة السياسية. وجاءت محاولة اغتيال المستشار زكريا عبدالعزيز. دليلا جديدا علي محاولتها "تسييس" الإسلام واستخدام الدين وسيلة للوصول إلي السلطة..وأقول لكم: إن تاريخ الإخوان قائم علي الخيانة منذ ميلادها. إذ تحالفت مع الإنجليز لمواجهة حركات التنوير والنهضة. التي كانت موجودة في مصر. كما دخلت في مواجهات مع أحزاب كانت تدعو لخروج الاحتلال من مصر. وهي الآن تدعو إلي "ثورة جياع" في 11 نوفمبر المقبل. ونَسَت هذه الجماعة أن محاولتها اغتيال النائب العام المساعد والذي يستهدف ضرب السياحة في الأساس لإضعاف الاقتصاد جاءت بعد ساعات فقط من صدور قانون "جاستا". وكل ذلك يصب في مصلحة تحقيق المخطط الأمريكي بتقسيم مصر والدول العربية وتحويل مواطنيهم إلي عبيد. ولذا يجب علي الشعب المصري أن يعرف حدود المؤامرة. ويتسلح بحب بلده للوقوف في وجه الخونة الذين لا يكفون عن اتخاذ الدين وسيلة لتحقيق مكائدهم الدنيئة.