الجمهورية
اكرام منصور
نيران التصريحات فوق فوهة الحرب الباردة
أن روسيا أثبتت حسن نيتها تجاه حلفائها وجديتها في محاربة الإرهاب في حين أن أمريكا أكدت سوء نيتها وعدم جديتها في محاربته بل دعمه وتوظيفه من أجل تقسيم سورياوالعراق .. وكما نجحت روسيا في الحفاظ علي الدولة السورية وأفشلت الإستراتيجية الأمريكية التي تحاول اسقاط الرئيس الأسد واستنزاف روسيا لإطالة أمد الحرب إلي ما لا نهاية.. وقد كشفت تقارير استخباراتية عراقية أن قيادات والعديد من العناصر الإرهابية الداعشيةا نتقلت سرا من الموصل إلي الرقةلتسهيل عملية تحرير الموصل وتقديمها للناخب الأمريكي باعتبارها انتصارا للحزب الجمهوري علي الإرهاب وترك سوريا علي صفيح ساخن لما بعد مرحلة أوباما.وفي نفس السياق تحاول واشنطن الضغط علي بغداد والتفاهم لايجادحل للخلافات القائمة بين الإقليم والمركز وعلي رأسها التخلي -مؤقتا- عن مطلب الاكراد في الانفصال وحل الخلاف بشأن ملف النفط وتأجيل مسألة ترسيم حدود الإقليم الكردي إلي ما بعد القضاء علي -داعش- وهو ما سيسمح بإشراك الأكراد في تحرير الموصل واستبعاد الحشد الشعبي من دخول المدينة وبعدها الانتقال بعد ذلك إلي سوريا لمساندة الجيش العربي السوري وحلفائه في تحرير الرقة من دواعش واشنطن وإفشال استراتيجيتها المستقبلية في إدامة الحرب في سوريا..كما سبق وأن أعلن قياديون في الحشد الشعبي حين كشفوا قبل أيام عن وجود اتفاق سوري عراقي يقضي بتوحيد البندقية وساحات المعركة ضد الإرهاب..ولقطع الطريق علي هذا المخطط. عمدت الولايات المتحدة خلال هذا الأسبوع إلي قصف ثلاثة جسور علي نهر الفرات لعزل المنطقة الشمالية الشرقية ومنع أي محاولة لتقدم الجيش العربي السوري وحلفائه للالتحام مع القوات العراقية والحشد الشعبي علي الحدود لتحرير الرقة..وعلي ضوء هذه التطورات. يمكن القول أن انهيار الاتفاق الروسي الأمريكي يدخل في إطار هذه الرؤية الأمريكية القديمة الجديدة لتقسيم العراق وسوريا. وهو ما اعتبرته موسكو لحظة فارقة في عمر الصراع في وعلي سوريا والمنطقة لأنه جاء في لحظة حساسة أدركت فيها أن واشنطن تتعامل معها بمنطق الخديعة. وأنها غير جدية في محاربة الإرهاب. وغير معنية بحل الأزمة السورية بالشراكة مع روسيا. وأن هدفها هو الاستثمار في -جبهة النصرة- التي تعتبر أقوي التنظيمات الإرهابية علي الأرض لإسقاط النظام في دمشق. وفق ما كشف عن روسيا متهما واشنطن بعدم استهداف -جبهة النصرة- ولو لمرة واحدة. فيما أوضحت الولايات المتحدة الأمريكية أنها تجنبت ذلك حفاظا علي أرواح المدنيين. وفق زعمها.وقد بلغت الخديعة قمتها حين اقترحت أمريكا علي إيران في رسالة سرية إشراكها مع روسيا في حل المعضلة اليمنية. في حين كان هدفها من ذلك هو محاولة استبعاد الحليفين "الروسي والإيراني" من التفكير في التصعيد لإفشال خطتها في العراق وسوريا وهو ما فطن له الخامنئي فرد بالرفض مؤكدا أن طهران لا يمكنها أن تثق في واشنطن بالمطلق.. كما أن الغارة الامريكية البريطانية الاسترالية المشتركة التي ارتكبت مجزرةفي صفوف القوات السورية في جبل الثردة في دير الزور كانت اول مسمار في نعش الهدنه السورية وارباك خصمها وقد اعترفت وزارة الدفاع البريطانية بمشاركة طائراتها في هذه الغارة. بينما اعتذرت الحكومة الاسترالية رسميا عن مشاركتها فيها. وقدمت التعازي لاسر الجنود السوريين الضحايا. مما يعني ان هذه الغارات جاءت في اطار مخطط مسبق. ومتفق عليه. ولم تكن خطأ مثلما ادعت الحكومة الامريكية..نفهم ان تخطيء طائرة امريكية وتقصف الهدف الخطأ. لكن ان ترتكب الخطأ نفسه طائرات امريكية واسترالية وبريطانية. في ذات الوقت فهذا كذب فاضح والغارة الثلاثيةعلي مواقع الجيش السوري في دير الزور احرجت روسيا. وكانت ضربة مقصودة الهدف منها هز صورتها امام حلفائها. واجبارها علي تعديل بنود وقف اطلاق النار وفق الشروط الامريكية المستجدة. او تحمل التبعات المترتبة علي الرفض ونسف الاتفاق الامريكي الروسي السابق حول الحل السياسي في سوريا و تراجع امريكا عن اتفاق الهدنه في سوريا ياتي في اطار خطة لاستنزاف روسيا علي غرار سيناريو أفعانستان.. كما ان الهدف من مجزرة دير الزور منع عودة ابار النفط الي سيطرة دمشق.. ويبقي السؤال هل العالم في انتظار عودة الحرب الباردة ؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف