محمد فؤاد
ع الطريق .. الخديعة الكبري!!
في بيان شديد اللهجة اعتبرت الخارجية السعودية أن قانون "جاستا" الأمريكي الخاص بهجمات الحادي عشر من سبتمبر. الذي يُسْمَح بموجبه لأسر الضحايا بمقاضاة المملكة. وطلب تعويضات "مصدر قلق كبير".. كما أنه يضعف من الحصانة السيادية. ويؤثر سلباً علي جميع الدول بما فيها الولايات المتحدة نفسها. وطالب البيان الكونجرس باتخاذ الخطوات اللازمة لتجنب العواقب الوخيمة والخطيرة المترتبة علي سن مثل ذلك القانون!!
وعلي خطي السعودية. سارت الخارجية الروسية. فأصدرت بياناً. تهاجم فيه واشنطن التي أظهرت تجاهلها التام للقانون الدولي مرة أخري. بإضفاء الشرعية علي إمكانية رفع قضايا أمام المحاكم الأمريكية ضد دول يشتبه في أنها تُدعم الإرهاب. مؤكداً أن الولايات المتحدة تصر علي سياستها الممنهجة لنشر ولايتها القضائية علي العالم كله. دون اعتبار لمفهوم السيادة الوطنية والحس السليم.
ويري خبراء السياسة الدولية. أن أمريكا ستُعامَل بالمثل. فبحسب القانون الجديد. يستطيع العالم. إدانتها علي جرائمها ضد الأبرياء باستخدام أسلحة الإبادة. في اليابان وكوريا وكوبا وفيتنام والعراق. وضد الهنود الحمر. ناهيك عن تشجيعها للجماعات المسلحة غير الشرعية!!
الغريب في الأمر. أن تلك الهجمات التي هزت أمريكا والعالم بأكمله في وقتها. وتطالب بتعويضات عنها مؤخراً. حاول الفرنسي "تيري ميسان" ـ الكاتب والمحامي ـ في كتابه "الخديعة الكبري" تبرئة العرب والمسلمين من ارتكابها. وأثبت أنها مسرحية أمريكية في قمة الكوميديا والتراجيديا معاً. ألفتها واشنطن وأخرجتها. وخدعت بها العالم لتزيد في كراهيته للعرب والإسلام!!
ويؤكد "ميسان" في كتابه. أن تلك الأحداث تمت بتواطؤ مع مسئولين في الجهاز العسكري الصناعي الأمريكي. لإيجاد نظام عسكري توسعي. فهل يعقل مثلاً أن الطائرات الـ"F16" أحدث الطائرات المقاتلة والمطاردة. لم تستطع اللحاق بالطائرة البوينج الضخمة الثقيلة والبطيئة. وهل من قبيل المصادفة أن البوينج تصطدم بالبنتاجون في الجزء الذي يخضع للترميم والخالي من الموظفين. ولا تصطدم بسقفه. لتحدث به أكبر الخسائر البشرية؟!!
ومن المعروف أن مشاهد الانفجار الأول ببرج التجارة العالمي. قد بثت بعدها بـ13 ساعة. فكيف شاهدها "بوش" أثناء زيارته لإحدي المدارس. في نفس الوقت الذي دخل عليه سكرتيره الخاص "آندي كارد" يخبره بالانفجار الثاني؟!!.. فهل كانت تلك المشاهد صوراً سرية نُقلت إليه علي الفور في صالة الاتصالات المجهزة بالمدرسة؟!!
الكتاب مليء بالكثير من الأدلة التي تثبت تفاصيل تلك الخديعة. ولا تستوعبها المساحة الضيقة هنا. وما ذُكر منها علي سبيل الحصر ليس إلا. وهذه الأدلة والبراهين تُثبت الخلل الواضح والبيِّن في الحجج التي تستند إليها أمريكا في ابتزاز السعودية. ومنها إلي ابتزاز العالم إذا نجحت في ذلك!!