أقر الكونجرس الأمريكي قانون "جاستا" للسماح لعائلات ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011 رفع دعاوي قضائية ضد حكومات أجنبية.
ثم يتم رفض فيتو الرئيس الأمريكي في تمثيلية أو مسرحية هزلية بدليل موافقة كل اعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما علي صدور قانون جاستا.. والهدف من هذا القانون ابتزاز السعودية لتجميد ارصدتها والتي تبلغ 75 مليار دولار كما حدث مع إيران من قبل.
الطريق ان الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن محاسبتها علي جرائمها علي مدي التاريخ لحصولها علي قرار من مجلس الأمن الدولي بمنع محاكمة أي أمريكي علي جرائمه!
يستند داعمو القانون إلي ان مواطنين سعوديين كانوا ضمن خاطفي الطائرات التي هاجمت الولايات المتحدة في احداث 11 سبتمبر الا انه حسب لجنة التحقيقات الأمريكية المستقلة التي حققت في الهجمات لا دليل يثبت ضلوع الحكومة السعودية أو أي من مسئوليها في تمويل الإرهاب.
يعتبر رفض الكونجرس الأمريكي بأغلبية ساحقة الفيتو الذي استخدمه الرئيس باراك أوباما ضد القانون وهو أول فيتو يتم اسقاطه خلال فترة حكم أوباما.
يخالف القانون الجديد ميثاق الأمم المتحدة ومباديء القانون الدولي وأسس العلاقات الدولية القائمة علي مبدأ المساواة في السيادة وحصانة الدولة والاحترام المتبادل وعدم فرض القوانين الداخلية علي الدول الأخري.
ولا يحدد القانون بصيغته الحالية دولا بعينها ولا يستهدف السعودية علي وجه التحديد بل كل الدول التي يمكن ان تنطبق عليها بنوده ويعد قانون "جاستا" هو تعديل لقانون صدر عام 1967 يعطي حصانة لبلدان أخري من الملاحقة القضائية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وإذا فتحنا صفحات التاريخ الإجرامي للولايات المتحدة الأمريكية ضد دول العالم سيطول الوقت ولكن نختار القليل منها: ارتكبت القوات المسلحة الأمريكية جرائم حرب في أوقات متعددة ومحددة في تاريخها. غالبية هذه الجرائم - وليس كلها - تندرج تحت قوانين المحكمة الجنائية الدولية واتفاقيات جنيف وقوانين الحرب الموجودة في القانون الدولي. يمكن ملاحقة جرائم الحرب من خلال قانون جرائم الحرب لعام 1996 في الولايات المتحدة ولكن حكومات الولايات المتحدة لا تقبل بسلطة المحكمة الجنائية الدولية علي قواتها العسكرية.
لا ننسي جرائم الحرب العسكرية الأمريكية في الفلبين حيث قتل ما يقرب من مليون و500 ألف مدني.
ومن منا لا يتذكر استخدام الحلفاء ودول المحور القصف الجوي علي المدن والمدنيين طريقة للانتصار في الحرب مما خلف حوالي 5.2 مليون قتيل مدني قتلوا تحت القصف الجوي الأمريكي والبريطاني. مثال ذلك قصف مدينة دريسدن الذي خلف 25 ألف قتيل وبرلين الذي خلف 800 ألف قتيل بألمانيا.
وقصف مدينتي هيروشيما وناجزاكي باليابان حيث تم قصف المدينتين بقنبلتين نوويتين لارغام دول المحور علي الاستسلام.
قتل اسري الحرب كما حدث في مجزرة كانيكاتي بايطاليا علي يد العقيد جوزيف مكافري إلي جانب مجزرة داتشاوي في ألمانيا ومجزرة بيسكاري بايطاليا.
وهناك ادعاء بأن القوات الأمريكية اغتصبت النساء بعد معركة اوكيناوا باليابان سنة 1945 وهناك 1336 حالة اغتصاب تم التبليغ عنها في العشرة أيام الأولي لاحتلال ولاية كاناجاوا بعد استسلام اليابانيين فيها.
والحرب الفيتنامية بلغت اعداد جرائم الحرب الموثقة لدي البنتاجون 360 حادثة. ليس من ضمنها مجزرة ماي لاي والتي راح ضحيتها 347- 504 مدنيين في فيتنام الجنوبية أغلبهم نساء وأطفال في 16 مارس 1968 ومن ضمن جرائم الحرب الأمريكية في فيتنام استخدام الرش الكيماوي لتدمير وحرق واتلاف البشر والحقول والقري مثل الرش البرتقالي والأزرق والأخضر.
وفترة الحرب علي الإرهاب مستمرة حيث ظهرت العديد من جرائم الحرب علي يد القوات الأمريكية في حق المدنيين في العراق وباكستان وافغانستان واليمن والصومال في صور قصف جوي ضد مدنيين عزل أو اغتصاب النساء والرجال أو قتل أسري حرب أو تعذيبهم وانتهاك آدميتهم أو إبادة جماعية أو استخدام أسلحة محرمة دوليا.. فيما قدرت بعض الجهات ان قتلي العراق علي سبيل المثال بلغ 2 مليون مدني من بداية الحرب في .2003
انتهي عرض بعض من جرائم أمريكا وليس كل جرائمها بحق الإنسانية حيث لم تقف جرائم أمريكا عند هذا الحد أو التاريخ بل هي مستمرة في جرائمها ضد الانسانية طالما انها تحمل لواء الباطل في محاربة الحق الذي سوف ينتصر عليها ولو بعد حين.