تجمعات ضباط شرطة أو جيش.. أو طلاب كليات عسكرية.. في مواقع محددة بصفة دورية.. أو في مواعيد محددة.. تمثل خطراً شديداً يهدد حياة هؤلاء الذين تحتاج الدولة لجهودهم في مكافحة الارهاب.. وحماية البلاد.. والدفاع عن أمنها وحدودها.. ومواطنيها.
ونقل مجموعة من جنودنا.. أو طلاب كليات عسكرية في حافلة واحدة.. بلا حراسة أو تأمين.. يمثل خطراً جسيماً.. لأن الجماعات الارهابية ترصد التجمعات. لتنفيذ جرائمها الخسيسة الدنيئة.
فالارهاب الأسود.. دخل لمنحني خطير.. بعد أن انتابت الجماعات الارهابية حالة من اليأس والاحباط.. ولم يعد أمامها سوي القيام بعمليات انتحارية تفجيرية.
أي قوات أمن في العالم.. تجد صعوبة في مواجهة العمليات الانتحارية.. لأن من يقوم بها يدرك أن مصيره الموت.. ولكن عندما يقوم ارهابي بزرع قنبلة.. أو وضع عبوة ناسفة بجوار كمين أمني.. أو بجوار غرفة أمن بوابة استاد.. كما حدث في استاد كفرالشيخ لاستهداف تجمع من طلاب الكلية الحربية الذين يتجمعون في هذا الموقع كل اسبوع لاستقلال الاتوبيس إلي كليتهم.. فإن هذا الأمر يمثل خطراً جسيماً..
وعندما.. تقوم خلية ارهابية بزرع قنابل بجوار كمائن أمنية ثابتة.. فإن العيب والقصور في هذه الحالات يكون في القائمين علي الأمن.. وإشارة إلي أننا لا نتعلم من الدروس.
لا شك أن وزارة الداخلية تبذل جهوداً مضنية لمواجهة الارهاب من خلال استراتيجية أمنية تتضمن ضربات استباقية للعناصر والخلايا الارهابية.. ولكن في الحقيقة مازلنا نعاني قصوراً وعيوباً.. تؤدي لخلل أمني.. فمازالت هناك سيارات أو دراجات بخارية أو نارية تسير في شوارع القاهرة وغيرها من المدن بلا لوحات معدنية.
بعض السيارات تعلق لوحات أمامية.. ولكنها بدون لوحات خلفية.. وتستطيع العبور من الكمائن الأمنية وقد لمست ذلك بنفسي.
لا يجوز ترك سيارة بلا لوحات معدنية.. أو لوحات مطموسة.. وهذا العبث يجب مواجهته بقوة وحسم.. خاصة أن هناك اتجاها يسود بين الناس أن معظم هذه السيارات المخالفة يمتلكها رجال أمن..
لا ريب.. أن وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار.. يتسم بعقلية أمنية بارعة.. ويؤكد ذلك تاريخه.. وهناك قيادات أمنية علي مستوي عال من الكفاءة تؤدي مهامها باخلاص.. ولكن مواجهة الارهاب الاسود وخلاياه والتنظيمات الخارجية الارهابية التي تسانده.. تتطلب تضافر جهود الأمن والمواطنين.. لأن حماية الوطن وناسه ومنشآته مسئولية مشتركة بين الجميع.. فالسلبية تضر بالوطن وتهدد حياة الجميع.. وأنا شخصياً لا أتردد في الابلاغ عن أي سيارة مشبوهة.. أو بلا لوحات معدنية.. لأن حماية الوطن والناس في المقام الأول.
حماية الوطن.. مسئولية الجميع.. في ظروف يعاني فيها المجتمع من ارهاب اسود يصب جام حقده وغله ولا يفرق في اغتيالاته وغدره بين فرد وآخر..