اخبار الرياضة
فتحى سند
القدوة.. الانتصار العظيم
>> رغم أنني لا أميل إلي تضخيم الأمور أو استخدام العبارات »الحنجورية«، أو الشعارات الرنانة، إلا أنني مضطر إلي الذهاب لحرب أكتوبر 73 لأؤكد أن انتصار مصر فيها مايزال هو الأكبر علي مر العصور، لأن الجندية العربية بقيادة خير أجناد الأرض لم يهزموا غطرسة إسرائيل فقط، وإنما كل من كانوا وراءها، وفي مقدمتهم الأمريكان الذين أقاموا أكثر من جسر جوي يحمل أحدث الأسلحة والعتاد لجرثومة أرادوا لها أن تبقي.
كانت معارك أسطورية.. تلك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية ببراعة.. منظومة إبداع لن تتكرر، وبطولات سطرها أبطال، وتضحيات قدمها المصريون ليعيدوا كرامة أمة كادت أن تتواري لو لم يتحقق هذا الإنجاز.
كم أسعدني أن أعيش لحظات انبهار المؤسسات العسكرية والاستراتيجية في مختلف دول العالم، بما أداه الجندي الأصيل من روعة في اقتحام خط بارليف المنيع، والاستيلاء علي القوي الحصينة فيه، وفي التمسك بكل حبة رمل تم تحريرها.. ثم في الحفاظ علي المكتسبات التي كانت تتحقق كل يوم إلي أن اعترفت إسرائيل بهزيمتها، وما تبع الانتصار من تحرير كل الأراضي التي كان يدنسها الأنذال.
أما.. مازال يحزنني حتي لآن.. هو أن استلهام روح أكتوبر العظيم يكاد يكون قد توقف منذ سنوات طويلة، فلم يتم استثمار الدروس التي فتحت الطريق أمام نجاح غير مسبوق.. ولم يعد هناك هذا العمل الجماهي الذي يضمن التفوق.. وبات الوضع، وكأن المصريين نسوا وضلوا السبيل إلي المزيد من الإنجازات.
آه.. لو استمر أحفاد الفراعنة علي نفس الروح..
لقد أخطأت أجيال متعاقبة.. عندما أدرك البعض أن تحرير تراب مصر من دنس إسرائيل يكفي، وأن التبهي بما تحقق من هو الأصل، ولم يلتفت الكثيرون إلي أن البناء الحقيقي لدولة كبري كان ينبغي أن يؤسس علي أسس المقومات التي قام عليها الانتصار التاريخي في 1973.
للأسف الشديد هذا لم يحدث..
عموماً.. مازلنا فيها، وهذا هو دور مؤسسات الدولة التي يتعين عليها أن تفتح ملفات معارك أشرس حرب في التاريخ، لتبحث عن قدوة يتعلم منها الشباب الذي لم يعرف شيئاً بكل أسف عن سيرتها العطرة.
ليس بالضرورة أن نتغني بإنجاز.. المهم أن نعمل لمواصلة الإنجازات.
>> ثقافة قطاعات عديدة من شرائح المجتمع، لا تعرف عن حرب أكتوبر إلا ما قدمته السينما في أعقاب انتهائها.. أفلام «الرصاصة لاتزال في جيبي» و»الوفاء العظيم» و»أبناء الصمت».. وغيرها.. هي نفسها التي يشاهدها المواطن كل سنة.. مثل المناسبات الدينية التي يشاهدون فيها أفلام «الشيماء» و»فجر الإسلام» و»ظهور الإسلام» و»الناصر صلاح الدين».. وغيرها.
كان الفنانون الأصليون ينتجون دون أن يفكروا في مكسب رخيص.. اليوم توقف إنتاج هذه الأعمال المحترمة، ليحل محلها فن رخيص كل هدفه المكسب حتي لو كان عن طريق تخريب الذوق.
>> ماتزال الكتب المدرسية والجامعية خالية من رصد تاريخ حرب أكتوبر بالشكل المقنع، لأن من كتبوه كانوا يميلون إلي تسييس سرد الأحداث.. والمؤكد هو أن انتصار أكتوبر 73 مايزال في حاجة إلي شجاعة وإلي موضوعية في كتابة سطور هذه الحرب.
>> بمناسبة أكتوبر.. سيلعب منتخب مصر الكروي أولي مبارياته في تصفيات كأس العالم أمام الكونغو في برازفيل يوم 9 أكتوبر.
أتحدي.. أن يكون أي لاعب في المنتخب الوطني يعرف شيئاً عن حرب أكتوبر.. وإذا عرف بعضهم فسيكون في أضيق الحدود.. وهذا ليس عيبهم، بقدر ما هو عيب في عدم تهيئة البيئة التي تربوا فيها، لكي يفهموا ويستوعبوا.
المهندس هاني أبوريدة.. رئيس الجبلاية، عاش هذه الحرب لحظة بلحظة.. وتابعها، وتحمل الهجرة من بورسعيد التي عاد بعد الانتصار، وشقيقه الراحل اللواء سعد أبوريدة كان أحد أبطالها، ثم قائداً للجيش الثاني في سنوات تالية لها.
أتمني أن يجلس هاني مع لاعبي المنتخب ليحكي لهم كيف كان المشوار صعباً وعسيراً إلي أن تحقق الفوز العظيم علي إسرائيل، وقوات التحالف التي كانت وراءها.. فربما كان ذلك دافعاً لتحقيق حلم التأهل لمونديال موسكو الذي لا يمثل بطولة إذا ما قورنت ببطولة أعظم في ميدان القتال.
الفوز علي الكونغو يجب أن يكون هو الطموح، والعودة بالنقاط الثلاث هو الذي سيفتح الباب.. أما غير ذلك فسيظل الباب موارباً.
>> التحدي الذي ينبغي أن تدخله الدولة في المرحلة القادمة هو عودة الجماهير الحقيقية للمدرجات.. وهو من الأمور التي لن تتحقق إلا إذا كان هناك عملاً مشتركاً بين كل الجهات المعنية.
وأري أن ذلك أصبح ممكناً بعد أن تحسنت العلاقة بين الأهلي والزمالك.. وتحديداً بين مرتضي منصور ومحمود طاهر.. وعندما تضع الأندية كلها أيديها في يد بعضها، مع «شوية» تنسيق مع وزارتي الداخلية والشباب وتحديد دور محدد للإعلام الذي يستطيع أن يساند.. حينئذ ستمتلئ المدرجات عن آخرها مرة أخري.
الحمدلله.. السياحة في طريقها للعودة.. ولكنها لن تعود كاملة إلا إذا دبت الحياة في كل الملاعب.
>> مرة أخري.. أعود لما قاله المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء لانفاتينو رئيس الفيفا وعيسي حياتو رئيس الكاف بحضور المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، والمهندس هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة.. قال لهم جميعاً إن مصر تستطيع استضافة البطولات الدولية.
إذا كان رئيس الوزراء يقصد أن مصر تملك الملاعب والمنشآت فهذا بالطبع ليس كافياً، وإنما الذي يكفي هو أن تكون البطولات بحضور جماهيري عادي جداً.
العملية ليست كلاماً أو وعوداً.. أو عبارات للاستهلاك المحلي.. وإنما إجراءات يتبعها قرارات من شأنها أن تضبط إيقاع الشارع الكروي الذي مايزال يعاني من الفوضي.
>> يفوز الزمالك بدوري أبطال إفريقيا إذا نجح في إحراز نتيجة إيجابية في جوهانسبرج.. والإيجابية تعني الفوز وليس التعادل!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف