سامح مجدى
حقوق الملكية الفكرية.. يا رئيس اللجنة !
الحقيقة أننى لا أعرف ماذا يفعل رئيس لجنة الثقافة والإعلام فى البرلمان المصرى؟، لا أعرف ماذا فعل الرجل طيلة دورة الانعقاد الأولى التى استمرت قرابة 7 شهور، لا أعرف ماذا فعل للثقافة والفن والإعلام المتردى واللخبطة والتخبط اللذين يسيطران على المشهد، لم يقل لى أحد أن هذا الرجل طالب بكذا، أو قام بتعديل تشريع كذا أو تبنى مشروعًا فى أى اتجاه، الكثيرون أيضًا ممن سألتهم عن دور لجنة الثقافة والإعلام كانوا لا يعرفون أصلًا من هو رئيس هذه اللجنة المهمة التى أتت فى برلمان أعقب ثورة ضد حكم الإرهاب وكان يفترض لمثل هذه اللجنة أن تكون من أكثر لجان البرلمان نشاطًا ويقظة.
محاربة الإرهاب تكون بتجديد الفكر الدينى، هذا صحيح، وتكون بتضافر جهود وزارات مثل التعليم والثقافة هذا صحيح أيضًا، لكن اجتثاث الإرهاب لن يتم إلا بالفكر والكتاب والمسرح والأغنية والإلهام العظيم الذى يثيره الفن فى نفوسنا
السيد رئيس اللجنة والسادة أعضاء «الثقافة والإعلام»، سأحاول أن أتناسى أداءكم المجهول ورتابة أفكاركم فى الدورة الأولى، سأحاول أن أتغاضى عن أننى لا أعرف حضراتكم ولا طبيعة الساعات الكثيرة جدًا التى تقضونها داخل قاعات المجلس، سأحاول أن أثق فيكم وأنا أطالبكم بأن تتحركوا فى ملف واحد فقط وتشريع هو الأهم بالنسبة للفن والثقافة فى مصر هو ملف «الحماية الفكرية». هناك أزمة حقيقية فى هذا الملف تجعل أى محتوى عرضة للنهب والسطو فى لحظات، سواء كان هذا المحتوى رقميًا أو على شاشة سينما، أو أغنية جديدة، ولعلكم تعرفون أن أى منتج قد يخاطر بإنتاج عمل جديد، وقد ينتظر استعادة حتى ما أنفقه، لكن عندما يصبح هذا مستحيلًا، إذا وجد ما أنتجه معروضًا ومسروقًا على وسائط متعددة دون أن يحاسب أحد أى أحد على هذا، فمن المؤكد أن أى إنتاج فنى أو ثقافى سيعمل فى حدود تقليل المخاطر لا توسيع العمل وزيادة عدد الأعمال الجديدة فى سوق كان رائدًا للشرق الأوسط كله فى الإنتاج الفنى والثقافى فأصبح ينتج أفلامًا ومسلسات تعد على أصابع اليد الواحدة طوال العام.
أرجوك يا رئيس اللجنة.. لا تكن تائهًا أنت وباقى الأعضاء، لا تتحرك فى 50 ملفا دون أن تنجز شيئًا، أنت تعرف أن عدم ضبط الأسواق فى مجال السلع والخدمات يربك الدنيا ويثير غضب الناس، أظن أن الارتباك أكبر والضرر أفدح فى مجال إنتاج الفن والأفكار، وتخيل - و امتلك خيالًا - وضع نفسك مكان منتج يريد عمل مسلسل كبير وهو يصنع مسلسله، وهناك احتمال أن يرى المشاهد هذه العمل على أحد المواقع قبل عرضه على الشاشات، أو فيلم جديد ستنفرد أحد المواقع المجهولة بعرضه قبل أن يدخل الجمهور السينما بساعات، وهو نفس الحال فى الأغنية.. لقد أصبحت السرقة وتسريب الأغنيات عملًا إعلاميًا تتسابق من أجله المواقع المجهولة والفضائيات الأكثر جهلًا!
ركز مرة واحدة.. ولتكن هذه المرة مع بدء الانعقاد الثانى لجلسات البرلمان بعد أيام، تستطيع أن تنجز عملًا مهمًا جدًا بإنجاز تشريع قوى ومحكم خاص بحقوق الملكية الفكرية يمنع عمليات السطو على المحتوى، وتستطيع أن تشكل لجان استماع من الوزارات المختصة مثل الداخلية والثقافة وأن تستمع لآراء المنتجين والمثقفين ودور النشر لتصنع قانونًا يلتزم به الجميع، ويجرم ويعاقب قانونًا من يسطو على أى عمل هو نتاج مجهود وتعب و أفكار أخرين، ركز من فضلك وشاهد تجارب العالم من حولك والدول التى تحترم حقوق الملكية قبل أن تنهار «قوة مصر الناعمة» أكثر من هذا بكثير!