الأم تواصل الرنين على موبايل ابنها الذى خرج لشراء مستلزمات وتأخر كثيرًا جدًا، قلبها انشغل وانفطر من نذير شئوم كان يرفرف فوق البيت، جاءها الرد أخيرًا عبر صوت غليظ ينضح حقدًا وشماتة:
ابنكم مقتول وجثته مرميّة فى الشارع. «انت متخيل الصدمة يامان»
الولد اسمه عمر باطويل - 18 سنة - يمنى، مصنف من قبل من قتلوه «مرتد وملحد».
مرتد وكمان ملحد يستاهل، ولا هو أول من دفع حياته تمن لمؤمن ربط دخوله الجنة بالقتل ولا كان آخرهم، لحقه الأردنى «ناهض حتر».
عمر لا ارتد ولا ألحد، ليس فى ذلك مفاجأة او داع للعجب، هو - بحسب تعبيره - يرى الله فى الزهور، والذين قتلوه يرونه فى القبور، يناجى ربه:
يارب.. سامحنى.. كنت خائفاً منك.. فأولئك الذين ينتسبون إليك زوراً قد أرعبونى من قربك.. يارب لماذا يريدون أن نحبك بالغصب والقهر، وأن نجلد أنفسنا رغبةً بما عندك.. سأحيا كريمًا بك.. ومستمتعاً بالجنة التى خلقتها لى فى الدنيا.. فقد سخرّت الكون لى لأحيا كريمًا، شاكرًا، عارفًا.. يا رب سأحبك إلى الأبد وحتى بعد الممات، فلم أعد خائفاً بل مشتاقًا إلى لقائك.
عمر هو صاحب بوست شهير على السوشيال ميديا نشر فيه صورة للممثّلة انجلينا جولى مكتوبًا عليها:
قدمتِ للبشريّة ما لم يقدّمه الملتزمون. شكراً انجلينا.
أدامكِ الله لنا ولكلّ البشريّة.
بحكم التعود يمكن تمرير الجريمة بكلام عاجز مستهلك بأن من نفذوها لايعبرون عن صحيح الإسلام، إنما خوارج
يمثلون النسخة البشرية من زبانية جهنم، ليسوا منا ولسنا
منهم، نحن معتدلون نؤمن بوسطية الإسلام تمامًا مثل الأزهر، الوجه الرسمى المعتمد لإسلام البراءة والفطرة.
قبل حوالى شهرين، وصف فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر وصف المرتد الذى يخرج من الإسلام بأنه أعمى البصر والبصيرة يرتكب خيانة عظمى، خطرًا على المجتمع. فجمهور الفقهاء وأئمة المذاهب الأربعة يعتبرون الردة جريمة، ويتفقون على أن المرتد يستتاب فى مدة مختلف فيها وإلا يقتل.
الاستتابة – حسب فضيلته - تكون بالحوار والمناقشة لعله يتوب، وفى هذا قدر من المرونة، فلا يقتل مباشرة وإنما يستتاب أولا.
ما قاله شيخ الأزهر طبقته داعش مع الشاب الليبى أمجد محمد بن ساسى - 19 سنة - فى ديسمبر الماضى، أمجد اتخانق مع أحد جيرانه وسبه فاعتبره تنظيم الدولة كافرًا، طلبوا منه التوبة لكنه رفض على أساس أنه لم يرتد، فأجلسوه على ركبته، وسئل إن كان لديه ما يقوله، فقال للجلاد «اسمى سيبقى فترة أطول من اسمك»، فرد الاخير «سنرى»، ثم أطلق رصاصتين على مؤخرة رأسه.
عائلته لم تستلم جثمانه حتى الآن لأن التنظيم أفتى بأنه كافر ولا حق له فى دفن إسلامى أو مع مسلمين.
حدث ذلك فيما واصل شيخ الأزهر تصريحه برسالة وجهها للغرب مفادها: تعاملوا معنا على أساس الواقع الذى نعيشه، فالعالم الإسلامى لا ينصب المشانق فى الميادين لإعدام المرتدين، وإنما يتعامل مع هذه القضية بفقه فيه اجتهاد يستند إلى مقاصد الشريعة، فما يقوله الغرب وما يثيره بين حين وآخر هو نوع من تنفير الناس من الإسلام وتشويه للمسلمين، ذلك أن الغرب لا يزال يتحدث عن قضايا المرأة والردة والسيف.
ماذا عن الملحدين ؟؟
الملحد مجنون، نزيل مستشفيات وعيادات الطب النفسى - بالإكراه -، يتعاطى كورس تحطيم وعى وإرادة بإشراف عيلة مقتنعة أن ابنها أصيب بلوثة، تحكى مريم رابعة طب أسنان لبرنامج «البط الأسود» : أنا من أسرة سلفية ميسورة الحال، لم تتقبل أسئلتى عن أشياء بدت لى غير منطقية، السؤال جنون فقد أعطونى حبوبًا منومة وعندما استيقظت وجدت نفسى.
فى مستشفى خاص شهير للطب النفسى، وما عشته وعايشته هناك لناس مثلى يستحق المساءلة القانونية، هناك حالات كارثية.
للبرنامج نفسه حكت السعودية «خلود بارعيدا»: أنا مثل أغلب أهل الحجاز إسلامنا وسطى، نفعل الأشياء بضغط العادة والخوف من كلام الناس بصرف النظر عن دواعى التحريم الدينية، حلمت أكون زى كل بنات الحجاز، أروح شغلى أرجع اتغدى، أتمشى مع صحباتى فى مول، ولا أسأل عن أشياء مهما ساءتنى، كم كنت غاضبة على الأديب يوسف السباعى عندما قرأت كتابه «نائب عزرائيل»، كيف يتجرأ على قدسية عالم السماء؟.
اسمى خلود سعيد بارعيدا
تقنية معلومات وبرمجة كمبيوتر، دبلومة فى علم الطاقة، الدراسة كانت بين مصر والسعودية، مهتمة بعلم الفلك والعلوم الفيزيائية متأثره بـ«ستيف هوكينج»، ذات يوم خرجت مع أمى نعمل شوبنج، اتخانقت مع أحد المطوعين، ففاجأنى الشرطى بالسؤال: وين ولى أمرك؟
أنا عندى 27 سنة، ومجموعة دكاترة فى بعض، قال ولى أمرى قال !! المهم اتحكم على بـ4 سنوات حبس، وأنا فى السجن عرفت من الحراس ان حفظ القرآن الكريم يخفض المدة إلى سنتين فقط، سنة ونص لا أفعل شيئًا إلا قراءة القرآن وكتب السير والتفاسير المعتمدة، وخرجت فعلًا بعد سنتين لكن وأنا ملحدة.
برنامج «البط الأسود» يعد النافذة الأوسع لحكايات العبور من الإيمان إلى الإلحاد، اسمه يوحى بحالة النبذ التى يعيشها الملحد من الأهل والناس، وجملة الحكايات تشكك فى أن الكلام عن ملحد ينكر وجود الله، ولكن عن شخص غاضب على ديانتة، أسير صدمة اكتشاف تاريخ وأحداث كانت مجهولة، محاصر فى نقد ديانته والسخرية من فعل الأباع، خطابه محكوم بالفشل فى المواءمة بين إيمان شوفانى تربى عليه وواقعية حادة لكتب التراث المعتمدة، ذلك الفشل كلف إسلام بحيرى سنتين سجنًا، إيمان البحيرى لم يحتمل قسوة التفاصيل فى كتب السير والتفاسير فقرر تكذيبها وقذف أصحابها لصالح بقاء الإيمان على نقائه، فالإسلام الذى انتشر بالكلمة الحلوة والابتسامة لا يمكن أن يجيز استباحة أكل لحم الأسير.
الملحد.. فقرة فى برنامج لن يسمح له المذيع أن يقول جملة مفيدة أو معلومة مكتملة، مجرد عناوين ستثير طاقات جهل هائلة ترفع نسب المشاهدة، فيظهر المذيع كحامٍ للدين من تطاول الضيف فيطرده من الاستوديو،الملحد يعلم انه مطرود مطرود لكنه يظهر، شوفت إزاى إنه أولى بالمعروف.