صدِّق أو لا تصدِّق، بعد أكثر من ثلاثين عاما من العمل الشاق فى مدارس الحكومة يحصل المعلم على معاش مئة وعشرين جنيها فى الشهر من نقابة المعلمين التى تضم أكثر من مليون ونصف المليون معلم فى مصر، يتم خصم مبالغ مالية من مرتباتهم شهريا لصالح نقابة المعلمين، لكى يحصلوا فى نهاية العمر على 120 جنيها فقط معاشا، لا يكفى لشراء وجبة غذائية له ولأولاده بعد أن عاش سنوات عمره فى كفاح وعمل مستمر لتعليم أجيال من التلاميذ يحققون طموحاتهم، فمنهم الطبيب والمهندس والضابط ومنهم من يصبح وزيرا أو مسئولا كبيرا أو حتى رئيسا للجمهورية، المهم أن هذا المعلم عندما يخرج للمعاش تكافئه الدولة بمعاش من نقابة المعلمين لا يتعدى المئة والعشرين جنيها، وإذا حصل على سبعمئة جنيه معاشا من الحكومة يكون هذا أعظم ما يحصل عليه موظف فى الحكومة بعد سنوات معاناة، وتقول له الحكومة ليس فى الإمكان أبدع مما كان، وعليك أن ترضى بما قسمه الله لك أو تدفن نفسك فى أقرب مقبرة أو تشرب من مياه ترعة قناة السويس الجديدة. الغريب أن المدعو خلف الزناتى نقيب المعلمين ظهر علينا فى برنامج تليفزيونى مع الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، ليعلن أن النقابة سُرقت أموالها فى عهد مبارك وأنه لم يتم التحقيق فى هذا الأمر، وهو يبذل جهدا كبيرا مع وزارة المالية لتوفير معاشات المعلمين، بعد أن عجزت النقابة عن صرف هذه المعاشات الضئيلة فى الشهور الماضية. وحذر الزناتى من أن النقابة مهددة بالإفلاس وأن يأتى يوم لن يجد المعلم فيه معاشا من النقابة، بالرغم من الأموال التى دفعها المعلم طوال سنوات خدمته لصالح نقابة المعلمين والتى لا نعلم أين ذهبت، خاصة أن النقابة لا تقدم أى خدمات للمعلمين. ولذلك نجد أن النقابة بلا رقابة وحكومة الحاج سماعين ودن من طين وأخرى من عجين.