أعظم الخسائر فى العالم... تلك الخسارة التى تحولها إلى مكسب عظيم، وبالفعل هذا ماحدث مع دفاعنا الجوى المصرى الذى حول المحنة إلى منحة أكتوبر 73، وبنى حائط الصواريخ المصرى الذى استطاع وبرغم الظروف والإمكانيات المتاحة أن يسقط طائرات الفانتوم الإسرائيلية التى طالما تباهى بها الإسرائيليون، ويكون غطاء جويا للقوات البرية.
وحائط الصواريخ المصرى هو مجموعة قوات منفصلة للدفاع الجوى المصرى. كانت تضم المدفعية المضادة للطائرات ووحدات الصواريخ وأجهزة الرادار والإنذار، إضافة إلى مراكز القيادة المشتركة. أنشأتها مصر عام 1970 بهدف صد الهجمات الجوية الإسرائيلية.
وقد استغرق بناء حائط الصواريخ 40 يومًا، وكان لها الفضل فى تحييد القوات الجوية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر 1973، مما سهل عملية العبور واجتياز خط بارليف وإتاحة رءوس الكبارى على الضفة الشرقية لقناة السويس، فكان نقطة نصر للقوات المصرية فى حربها.
تحدثت مع اللواء أركان حرب مصطفى خيرى البيه - رئيس غرفة عمليات قوات الدفاع الجوى المصرية، إبان حرب أكتوبر 1973 وحرب الاستنزاف ورئيس شعبة بحوث الدفاع الجوى الأسبق، فقال لى: عرفت مصرالدفاع الجوى بعد معاهدة 36 حتى جاء عام 1937 الذى شهد تشكيل أول بطاريات مدفعية مضادة للطائرات وقسم الأنوار الكاشفة ثم عام 1960 عندما زار المشير عبدالحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة المصرية الاتحاد السوفيتى ، فكان مطلبه الوحيد الحصول على صواريخ مضادة للطائرات ونجحت الزيارة.
وفى عام 1962 وصلت إلى مصر مجموعة من الخبراء الروس عددهم 202 خبير معهم 36 مترجما، وبعد أن انتهوا من عملهم وصلت أول شحنة صواريخ سام 2 الروسية المضادة للطائرات وبوصولها تشكلت أربعة ألوية صواريخ دفاع جوى ومن هذا اليوم أصبحت لمصر قوات قادرة بحق على الدفاع عن سماء مصر وغطاء أمان لقوات مصر البرية.
أشار اللواء البيه إلى أهمية الدفاع الجوى، وهذه الأهمية ما كانت ستحدث ولا ستجىء لولا زيارة المشير عامر للاتحاد السوفيتى التى أدخلت الصواريخ للدفاع الجوى المصرى فيما عرف وقتها بمشروع عامر.
حرب الاستنزاف.. وإعادة التشكيل
جاءت حرب 1967وخسر الدفاع الجوى قرابة الـ 50% من إجمالى تسليحه والخسارة الأفدح 84 شهيدا، لكن الجيش المصرى لم ييأس فبدأ الدفاع الجوى إعادة بناء قواته، وفى أول فبراير 1968 صدر قرار جمهورى بإنشاء قوات الدفاع الجوى واعتبارها أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وقبل هذا الوقت كانت تبعية هذا السلاح للقوات الجوية.
مر عام 1968 وجاء عام 1969وفيه صدر قرار حرب الاستنزاف حتى لا يهنأ الصهاينة فى سيناء بيوم واحد ينامون فيه، وتوالت العمليات الفدائية للقوات الخاصة المصرية وتحضيرات المدفعية، وبالطبع كان الهدف الرئيسى من حرب الاستنزاف هو تطعيم جيش مصر بالحرب للحرب، أى إتاحة الفرصة لكل الوحدات للقيام بعمليات ضد العدو وهذا معناه اقتحام للقناة وتخطى الساتر الترابى واختراق خط بارليف وتنفيذ المهمة والعودة مرة أخرى لغرب القناة ومن يقم بذلك يكون قد تم تطعيمه للحرب بمواقف من التى ستحدث فى الحرب.
استمرت العمليات وحرب الاستنزاف لمدة 500 يوم كمائن وإغارات واشتباكات ونسف وتدمير على العدو لأجل استنزاف دمه وأعصابه وقوته وثقته، وخلال أشهر مايو ويونيو ويوليو 1969 بلغت خسائر العدو البشرية 108 أفراد بين قتيل وأسير، وفى المقابل لم يعرف الصهاينة ماذا يفعلون أو كيف يردون؟
حتى جاء الربع الأخير من سنة 1969 والعدو يفكر على محورين، الأول رد موجع يوجع المصريين، والثانى البحث عن طريقة لوقف حرب الاستنزاف، وخلال الاجتماعات التى لا تتوقف للصهاينة عيزرا وايزمان رئيس عمليات جيش العدو وقتها قال مقولته الشهيرة: من يملك السماء يملك الأرض ونحن نملك السماء ولابد من ضربة جوية موجعة للمصريين، وبدأ تنفيذ الخطة بوكسير بتوجيه غارات جوية متلاحقة على القوات المصرية فى جبهة القناة، فجاء العبء الأكبر على عاتق الدفاع الجوى المصرى المطلوب منه منع هذه الغارات.
وقتها كان الدفاع الجوى الموجود فى الجبهة يتكون فقط من ست كتائب دفينا (صواريخ) ومعها عدد من وحدات المدفعية المضادة للطيران ومقابلها الصهاينة لديهم فوق الـ 300 طائرة قتال حديثة وطيارو العدو يعرفون مواقع دفاعنا الجوى ويعرفون إمكاناتها القتالية، يعرفون أن صواريخ دفينا ليس بإمكانها التعامل مع الطيران المنخفض، ويعرفون أن كتيبة الصواريخ المصرية ليس بإمكانها التعامل مع أكثر من هدف فى وقت واحد، ولهذا كانوا يهاجموننا بطيران منخفض وبتشكيلات تهاجم من كل الجهات، يهاجمون بشراسة لأجل انسحاب كتائب الصواريخ من الجبهة حتى يوم 20 يوليو 1969 الذى هاجمت فيه 46 طائرة ميراج وسكاى هوك كتيبة الصواريخ الوحيدة الموجودة فى بورسعيد ويومها قصفت، وأسقطت الطائرات الصهيونية أكثر من 30 طن صواريخ ومتفجرات على كتيبة الصواريخ المصرية التى استشهد قائدها الرائد رجب عباس فى هذه المعركة غير المتكافئة لتواضع إمكانات الصواريخ فى مواجهة تكنولوجيا الطائرات.
فى ذلك الوقت ضاعف الصهاينة هجماتهم على كتائب الصواريخ انتقاما مما يحدث لهم فى سيناء بحرب الاستنزاف.. وتكبدت كتائب الدفاع الجوى خسائر فى الأرواح والمعدات، ورغم صعوبة وشراسة المعارك اكتسبت قوات الدفاع الجوى مع كل اشتباك خبرة وصمودا وجرأة وحافزا يكبر يوما بعد يوم للانتقام عندما يأتى اليوم.
وبالرغم من كل تلك الخسائر، قال حاييم بارليف - رئيس الأركان فى هذا الوقت: إنه ليست لدينا القوة فى الوقت الحالى لإيقاف حرب الاستنزاف، مما يؤكد بأنهم فشلوا رغم ما يملكون، والذى يملكونه ترسانة أسلحة أمريكية وغربية أبوابها مفتوحة للإمداد حيث لا مشكلة فى ذخيرة، ولا فى صواريخ ولا فى قنابل، ولا فى قطع غيار ولا حتى طائرات بطيارين، وفى المقابل نحن لا نملك هذا التميز، وكل الذى نملكه مقاتلون لا يخشون الموت يقومون بعمليات فدائية ليل نهار فى سيناء، وكل اعتمادهم على الله وعلى ما أعطاهم من شجاعة وجلد وشموخ وعقيدة راسخة بأنهم يقاتلون عن حق لأجل أرض وشرف وعرض، والموت لا مكان له فى عقولهم وقلوبهم.
وفى 9 سبتمبر 1969 بدأ وصول طائرات الفانتوم واشتدت الهجمات الجوية شراسة، ويوم 25 ديسمبر نفذ الصهاينة أعنف هجوم جوى منذ حرب 1967 من خلال 192 طلعة جوية على كتائب الصواريخ المصرية، وبات واضحا للقيادة المصرية أن العائد من وجود هذه الكتائب على الجبهة لا يقارن بخسائرها، وعليه صدر قرار إخلائها من القناة ، وانطوت سنة 1969 وحرب الاستنزاف قائمة وخسائر العدو هائلة ومحاولات إيقافها انتهت بالفشل.
عادت كتائب صواريخ الدفاع الجوى إلى المواقع التى تسمح لها بمراجعة الدروس المستفادة من سنة 1969 وثبت يقينا أن سنة 1969 ومعاركها كانت أفضل تطعيم للدفاع الجوى ضد الحرب استعدادا للحرب بخبرات هائلة اكتسبوها.
وظهرت أربع مشكلات أظهرتها معارك سنة 1969 لكنها أكسبت مقاتلينا تطعيما ضدها، ودفعتهم لإيجاد حلول لها ولما يواجهونه من مشكلات.
كانت المشكلة الأولى فى الصاروخ شرايك المضاد للرادارات لأنه يطلق من الطائرة على شعاع الرادار وبلغة الدفاع الجوى يركب شعاع الرادار الذى يأخذه مباشرة إلى هوائى الرادار ويدمره. وكانت الطائرة الصهيونية تطلق الصاروخ شرايك من على بعد20 كيلومترا، وما إن انطلق وركب شعاع الرادار المصرى انتهى الأمر وتدمر الهوائى خلال سبع أو ثمانى ثوان فقط، لكن ضباط الدفاع الجوى المصريون كانوا يتمتعون بعقلياتهم الفذة وقدراتهم العلمية غير المحدودة، ونظرا للظروف التى أجبرتنا على أن نعتمد على أنفسنا وعلى الكم والكيف الموجودين والمتاحين من السلاح وجدنا الحل عن طريق تغيير وضع الهوائى 180 درجة ومعه يتغير مسار الشعاع ومعه الصاروخ فينحرف ويذهب بعيدا.
المشكلة الثانية: كانت أجهزة الإنذار فى الطائرة الفانتوم وأحدها ينبه الطيار الصهيونى لحظة إطلاق صاروخ مصرى عليه فيقوم بتغيير اتجاهه ويهرب من الصاروخ، فماذا فعل مقاتلو الدفاع الجوى؟
الحقيقة أنهم توصلوا إلى حيلة بمقتضاها ضحكوا على أحدث تكنولوجيا فى العالم بإطلاق إلكترونى كاذب لصاروخ يعطى نفس الإشارات التى تصدر عند إطلاق صاروخ حقيقى فيتعامل معها جهاز الإنذار فى الفانتوم ويعطى إنذاره للطيار الذى يغير وجهته وفى هذه اللحظة يفاجئونه بالصاروخ الحقيقى.
المشكلة الثالثة تمثلت فى مستودعات الإعاقة الإلكترونية بالطائرة الفانتوم وتشمل أنواعا كثيرة من الأجهزة ذات الترددات المختلفة التى ترسل موجات من الإشارات للهوائيات المصرية لتضليلها عن الموقع الحقيقى للطائرة، لكن هذه الحيلة المتطورة تكنولوجيا وجدت عقولا لا تعرف المستحيل ونجحت فى إيجاد أساليب أحدث تفوقت على أسلوب الإعاقة الموجود فى الفانتوم.
المشكلة الرابعة: كتائب الصواريخ الموجودة لدينا كانت وقتها تتعامل فقط مع الطيران العالى، لكن المشكلة انتهت بوصول الصواريخ سام 3 بتشورا من الاتحاد السوفيتى وهى قادرة على إسقاط أى طائرة حتى لو كانت فوق الأرض بمتر واحد.
وهنا أريد التأكيد على نقطة فى غاية الأهمية، وهى أنه عندما تعرف أسلوب تفكير عدوك ورد فعله يصبح سهلا عليك أن تفاجئه بأفضل استعداد، وهذه المعارك عرفنا منها أن العدو على درجة كفاءة عالية ولديه أسلحة متطورة يعرف جيدا كيف يستخدمها، وعرفنا من هذه المعارك أيضا عن يقين أن العدو ليس أسطورة كما يزعمون، وأننا نقدر على هزيمته.
1970عيد الدفاع الجوى
وصلنا إلى يناير 1970 وحرب الاستنزاف، والرجال يواصلون الليل بالنهار فى اجتماعاتهم التى تبحث آلاف التفصيلات التى سيقوم عليها ويستند إليها القرار المستحيل فكنا نتكلم عن أجهزة ومعدات دقيقة حساسة تعمل فى ظروف خاصة ومناخ خاص ومطلوب حلول لأجل أن تعمل فى وضع مختلف جذريا، نتكلم عن شبكة اتصالات داخلية وخارجية تقنيتها عالية جدا وكفاءة عملها مرتبطة بمتطلبات مكانها، ومطلوب أن تقام هذه الشبكة وتربط هذه الشبكة وتعمل هذه الشبكة فى لا وقت وتحت القصف الجوى، نتكلم عن حصون وعن إمداد وعن بنود لا حصر لها وعن غاية السرية فى التكتم وغاية السرعة فى التنفيذ.
كل هذه الإجراءات والمفردات والتفصيلات انصهرت فى خطة جاهزة للتنفيذ يوم 24 يونيو 1970
ــ يوم 25 يونيو ثمانى كتائب صواريخ دفينا تم تمركزها بين بلبيس شمالا وعلامة الكيلو 30 طريق السويس جنوبا والتعليمات منع الإشعاع تماما فى كل الاتجاهات منعا لرصدها إلكترونيا، لا أحد يعرف موعد التحرك للجبهة.
ــ يوم 28 يونيو، المهندسون العسكريون بدأوا التجهيز الميدانى للمواقع المخططة وقبل أن تغرب الشمس انتهوا من عملهم.
على جانب آخر بدأت فى الرابعة بعد الظهر عملية تلقين التحرك للكتائب الأربع التى تحركت بالفعل مع آخر ضوء إلى مواقعها فى الجبهة، والتحرك، ونحن نتكلم عن مسافة تقترب من الـ 40 كيلومترا والوصول وتجهيز المعدات للاشتباك وتركيب الهوائيات، كل هذا تم فى إضاءة مقيدة بالبطاريات وفى صمت لاسلكى تام.
ــ فجر يوم 29 يونيو،الكتائب الأربع فى مواقعها وجاهزة للاشتباك ودخلت منظومة تعاون نيران الدفاع عن القاهرة.
ــ آخر ضوء يوم 29 يونيو، تحركت الكتائب الأربع الأخرى، واحتلت مواقعها وقبل أن يرحل الليل الكتائب جاهزة للاشتباك ودخلت منظومة الدفاع الجوى عن القاهرة.
ــ يوم 30 يونيو، فى الجبهة الآن تجمع جديد لقوات الدفاع الجوى شكلت حائط صواريخ شبكة الدفاع الجديدة تتمركز فى مستطيل طوله 70 كيلومترا من غرب الإسماعيلية شمالا وحتى طريق السويس جنوبا بعمق 30 كيلومترا وأقرب كتائبه على بعد 23 كيلومترا من القناة.
هذه الشبكة توفر مظلة دفاع جوى بمواجهة 110 كيلومترات من الشمال إلى الجنوب بموازاة القناة وبعمق 70 كيلومترا من الشرق إلى الغرب، ورغم أن الكتائب تتمركز فى مواقع سريعة التجهيز فإنها شكلت تجمعا متكاملا متعاونا بالنيران والطائرة التى تهاجم موقعا تتعرض لنيران ثلاثة أو أربعة صواريخ أخرى من كل الاتجاهات، والطيران المنخفض يجد نفسه أمام نيران صواريخ الضبع الأسود التى تتعامل مع الطيران المنخفض وتجبر الطيار على الارتفاع ليتفاداها فيدخل فى نطاق نيران الصواريخ، وهنا أصبح التجمع الجديد قادرا على تقديم الحماية للقوات البرية فى الجبهة وتقديم الحماية للعاملين فى بناء المواقع المحصنة باستثناء شريط عرضه عشرة كيلومترات غرب القناة.
وهنا أصبح يوم 30 يونيو 1970 مختلفا تماما عن كل ما سبقه من أيام لأن لمصر منذ هذا الصباح حائط صواريخ قادرا على منع العربدة الصهيونية فى سماء مصر، هذه هى الحقيقة التى رفضت الغطرسة الصهيونية أن تفهمها وراحت تمارس نفس لعبة العربدة الجوية، حتى جاء السادس من أكتوبر.
نصرأكتوبر 73
وجاء عام 1973 وفى يوم السادس من أكتوبر بدأت معركة النصر، وكسرنا ذراع إسرائيل الطويلة، فقد تقدمت مصر بحائط الصواريخ المصرى 30 كيلومترا تجاه القناة، وأضافت أربع كتائب أخرى للحائط، وبذلك باتت قناة السويس سماؤها مؤمنة بصواريخ دفاع مصر الجوى.
لدرجة أن القادة الإسرائيليين أكدوا ذلك.
فقد اعترفت جولدامائير بقوة حائط الصواريخ، قائلة: «كتائب الصواريخ المصرية أصبحت أشبه بعش الغراب كلما دمرنا واحداً نبت الآخر، لقد كان أسبوع تساقط طائرات الفانتوم الإسرائيلية».
- سألته عن بطولة الدفاع الجوى المصرى فى حرب أكتوبر فى إفشال قدرة إسرائيل على استخدام الطائرة بدون طيار (RPVS) فقال لى: يمكن توضيح أسباب إسقاط 4 طائرات بدون طيار RPVS من خلال 6 طلعات استطلاع قامت بها القوات الجوية الإسرائيلية كالآتى: إسقاط 2 طائرة بالصواريخ سام 2، إسقاط طائرة خاصة بالإعاقة على نظام القيادة الإلكترونية، إسقاط طائرة بصواريخ ستريلا أو المدفعية، ونستطيع أن ندرك حجم الخسارة الإسرائيلية بتدمير تلك الطائرات عندما نعرف أن إسرائيل قامت فى اليوم التالى مباشرة باستخدام صواريخ «شرايك» لأول مرة فى هجمة جوية مركزة بعدد 18 طائرة فانتوم تحمل 36 صاروخ شرايك، أطلقتها من شرق القناة على رادارات وصواريخ الدفاع الجوى المصرى غرب القناة بغرض القضاء على نظام الدفاع المصرى فى الجبهة، ولقد أعلنت إسرائيل وقتها كذبا أنها قد قامت بتدمير الدفاع الجوى المصرى وأنه لن تقوم له قائمة مرة أخرى، ولقد احتفلنا جميعاً فى قيادة قوات الدفاع الجوى بذلك الإعلان لأنه فى تقديرنا كان علامة على مدى الفشل الإسرائيلى فى تحديد نتائج هذه الضربة الجوية. •