اثيوبيا، الدولة الصغيرة المحروقة بشمس خط الاستواء، و تقريبا بلا منفذ بحري، و محاطة بجيران في عداوة معها، تمكنت في سنوات قليلة ان تصبح قوة اقتصادية كبيرة ،اختارتها جريدة الجارديان كاسرع اقتصاد نموا في العالم، نعم ، علي مستوي العالم. البلد الذي كان يستجدي الطعام ومات فيه اكثر من مليون شخص في مجاعة الجفاف من 20 عاما اصبحت اقوي اقتصاديا من مصر ، مصر الحضارة الفرعونية التي كانت تبعث اساطيلها هناك ايام الملكة حتشبسوت لتجلب من اثيوبيا العبيد و البهارات. افتتحت اثيؤبيا امس احدث الخطوط الحديدية في افريقيا، علي اعلي مستويات التشغيل و التكنولوجيا و خدمة الركاب، ساعدتها في بناؤه الصين و مولته و دربت المهندسين و العمال، خط مكهرب ومتطور، طوله 750 كيلومتر من اديس ابابا اي ميناء جيبوتي، وصفته صحيفة الواشنطن بوست بانه رائع و انيق بقطاراته البيضاء المتالقة. شركات ضخمة تتسابق للاستثمار هناك في اقتصاد ينمو بمعدل 9 في المائة سنويا. سدود ضخمة، مشاريع زراعية و صناعية هائلة، مطار دولي جديد وشركة طيران رائعة الاسرع نموا في افريقيا. لماذا سحبت الصين عرضها ببناء الخط الحديدي القصير من مدينة العاشر من رمضان و بنت بجدية و في وقت قياسي احدث خط 750 كيلومتر في اثيوبيا ؟ لماذا تنسحب الشركات الكبري مثل جنرال موتورز و مرسيدس بنز و البنوك الضخة من السوق المصرية و تهرول الي بلد محدود جغرفيا و اقليميا و تقريبا بلامزايا استراتيجية. الاجابة بسيطة و لاتحتاج لتحليل معقد او ذكاء مفرط. انه الاستقرار الاجتماعي و السياسى و المناخ الديموقراطي الحر هو اكبر عامل جذب للمستثمرين، لا لشعارات الجوفاء ولا المؤتمرات الضخمة الفاشلة، ...الاجابة واضحة و بسيطة، ..و المعادلة بسيطة طبقتها عشرات الدول الناجحة في كل القارات. مناخ حر للحياة و الابداع والانتاج بعيدا عن ديكتاتورية القهر و الخوف ، مناخ يدخل البهجة و يبعث علي الامل لايخنق الشباب و لايقتل معارضيه. لاداعي ولاعذار الاستمرار في التاخر والتخلف و القاء اللوم علي الحكام السابقين. السكة الحديدية الاثيوبية تكلفت 3.7 مليار دولار، مصر دخلها 40 مليار بين قروض و هبات في 3 سنوات، كان من الممكن ان نكهرب كل خطوط مصر الحديدية و نحدثها و نبني مترو انفاق الاسكندرية و عشرات المستشفيات الضخمة و مئات المدارس، من 40 عاما نسمع عن خطط كهربة خط مصر اسكندرية و لم تتم ، و من 40 عاما نسمع عن خطة مترو انفاق الاسكندرية، مستشفي القلب في جامعة عين شمس استغرق بناؤه و تجهيزه اكثر من 25 عاما، 25 لبناء مستشفي هام و مطلوب بينما تهدرالمليارات في مظاهر مبهرجة و احتفالات صاخبة و مشاريع لانراها و لكن فقط نسمع عنها. ايها السادة القائمون علي مصائر البلاد و العباد، افيقوا و استيقظوا و انظروا حولكم ، قليل من الغيرة علي مصر و مستقبلها ، لاتدعوا اصغر بلاد افريقيا تتفوق و تتقدم علي مصر و انتم تضعون اصابعكم في اذنكم وتدفنون رؤسكم في التراب.