المساء
خيرية البشلاوى
رنات - معارك الحجاب والحشيش !
اسمان بارزان في مؤسسة صحفية قومية عريقة. وفاعلان في حقلي الثقافة والسياسة. وصاحبا أقلام تخوض في أمور الوطن.. والاثنان بقصد أو من دون قصد شغلونا أو اشتغلونا بمعارك وهمية ليس هذا أوانها ولا ينبغي أن ننشغل بها في هذا التوقيت الحرج.
أحدهما يطالب بمظاهرة في ميدان التحرير "!!" للإعلان - رمزياً - عن انتهاء عصر الحجاب"!!".. لقد كدنا ننسي "المليونيات" و"التحرير" كأحد الملامح القوية لما اسموه الربيع العربي الذي انتشرت زهوره في شكل عبوات ناسفة وقنابل وحرائق وتفجيرات وعواصف.
الكاتب الليبرالي المستنير ينادي بمظاهرة نسائية ولكن في الاتجاه المضاد. المستنير. ليس علي شاكلة مليونية طالبان وإنما للرد عليها ربما. وللنساء فقط وهو ضامن بنفسه عدم التحرش لأنه سيكون ضمن الرجال الذين يدافعون عن النساء وهن يخلعن الحجاب ويكشفن عن شعورهن في تحد سافر لعصر الإخوان وما جروه من تخلف وفرضوه علي المرأة. فهكذا ينادي الاستاذ من دون تبصر لفداحة الصورة البانورامية لنساء مصريات يكشفن رؤوسهن في مشهد استعراضي مثير. والمفترض أنه - أي الاستاذ - المبدع صاحب الدعوة يعرف دلالة ما يطالب به في مجتمع محافظ أكثر من نصفه يعاني من مخلفات أنظمة استبدادية خلفت للمصريين الفقر والجهل والمرض ولم تتركپلهم سوي التطلع إلي السماء والعمل من أجل الآخرة.
لسنا في حاجة إلي "مظاهرة" ضد الحجاب بينما يعيش المصريون عواصف عاتية من إرهاب مركب "متأسلم" و"تكفيري".. مدعوم من قوي متعددة. ومنها قوي ليبرالية كولونيالية متجبرة تجعل الدولة وأجهزتها الأمنية مشغولة بالكامل في الحرب ضد الإرهاب وضد التخطيط التآمري الذي يحاك ضد الدولة المصرية.
الأجواء إدن مش ناقصة اقتراحات مستفزة وصراعات جانبية محمومة تنشغل بغطاء رأس النساء.
ومن المفترض أن صاحب الدعوة يعرف أن انتشار "الحجاب" في مصر بدأ من السبعينيات من القرن الماضي مع سفر نسبة من المصريين إلي دول الخليج حيث غير المسموح للمرأة أن تكشف عن شعرها. وحيث النزعات الأيدولوجية المحافظة بطبيعتها.. والمصريات لم يجبرن علي ارتداء الحجاب وإنما المناخ السائد والبيئة المحافظة فضلاً عن عناصر أخري كثيرة ومنها تأثير الدعاة والإعلام و... الخ.
الشخصية البارزة الثانية والتي تنتسب إلي حزب سياسي مشهور يطالب بتحرير "الحشيش" من قبضة القانون وإباحة بيعه في الأسواق بزعم أن هذا يدر أموالاً ويقلل من نسبة تعاطيه "!" وكأن مدمن المخدر سوف يقلع عن التعاطي حين يصبح الكيف مباحاً وليس ممنوعاً علي اعتبار أن الممنوع مرغوب!
وفداحة الأمر أن الاثنين من النخبة الصالحة وكل واحد منهما بحكم دوره الوطني يفترض أن يكون قدوة!
كارثة أخري تجرنا إلي الاقتتال ولو من خلال الميديا ووسائل الاتصال الجماهيرية وفي المقاهي والأسواق واعني المطالبة بتشريع تجارة "الحشيش" وإضفاء شرعية قانونية علي تداوله.. وربما نسمع لاحقاً "استاذاً" يطالب بالمثل بالنسبة للهيروين والترامادول ونري مظاهرة للمثليين في ميدان التحرير تطالب بالحرية الجنسية والشذوذ فلم لا؟ الدول "الليبرالية" تسمح بذلك. ونحن في مصر نعيش "ليبرالية السداح مداح" تحاول "النخبة" تقنينها"!!"
** يا سادة يا كرام "اللي ايده في الميه مش زي اللي ايده في النار" والليبراليون الطواويس أصحاب المقام العالي والمعارك المكيفة. ليس هذا هو التوقيت المناسب والمعارك التي نعيشها تستدعي التجرد من الأفكار المظهرية التي لا تصنع سوي "الدوشة" والجعجعة والتصارع من أجل قضايا خاسرة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف