من الصعب جدا الفصل شرعيا فى مسألة خلود الإرهابى فى النار، فقد سبق وطرحنا القضية وطالبنا الأزهر ودار الإفتاء والعلماء بالإجابة عن قناعات الإرهابي، حيث إن أغلبهم أو بعضهم يقبل على قتل النفس المسلمة أو الكتابية ببساطة وسعادة بالغة، تحت زعم نصرة دين الله عز وجل وتطبيق شريعته السمحاء، فهو وغيره ممن يقتلون أولادنا فى الشرطة والجيش والمدنيين يعتقدون أن هؤلاء كفرة وطواغيت ومرتدون، وأنهم أداة للحاكم الكافر الظالم لقمع المسلمين وعدم تطبيق شريعة الله المنزلة من السماء، فيخطط ويتسلح ويتربص للبعض ويفتح بكل سعادة وإعزاز وشعور بالنصر النار عليهم ولا يتركهم سوى جثث هامدة، والغريب أنه لا يكتفي بهذا بل يقوم بكل فخر وسعادة بصياغة بيان يعلن فيه مسئوليته عن قتل الجنود أو الضباط أو المدنيين أو تدمير المنشآت أو غيرها، قبل أن يغادر الإرهابي منزله أو ملجأه يؤدى الفريضة والسنة، ويقرأ القرآن الكريم، ويدعو الله عز وجل أن يعينه فى جهاده وأن يكتب له النصر أو الشهادة.
هذا الشاب هل سيدخل النار؟، وهل سيخلد فيها؟، نطرح السؤال بصياغة أخرى: هل من يقتل بريئا متعمدا تحت زعم الجهاد فى سبيل الله سوف يدخل النار مثل قاتل النفس للسرقة أو الترويع أو النهب؟، هل من يقتل معتقدا أنه قتل لنصرة دين الله لن يعاقب بالخلود في النار؟، السؤال بصياغة ثالثة: هل الإرهابي الذى يقتل الجنود والضباط فى الشرطة والجيش وغير المسلمين إيمانا بأنهم طواغيت ومرتدون وكفرة سوف تطبق عليه قاعدة الخلود فى النار؟، هل قول الله عز وجل فى سورة النساء/93: "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما"؟
قبل عامين قتل الإرهابي المصرى إسلام يكن فى سوريا، وبعد وفاته عثر على وصيته، نص الوصية يوضح لنا قناعات هؤلاء الشباب الفقهية التى توصلوا إليها لخلافات مع أنظمتهم أو بسبب فهم خاطئ لكتاب الله ولسنة رسوله الكريم، اسلام كتب يقول لأصحابه: "يا إخوة التوحيد في شتى بقاع الأرض عامة، أشهد الله أني أحبكم في الله جميعا، وأسأله تعالى أن يجمعنا بهذه المحبة تحت ظل عرشه وفي الفردوس الأعلى، فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، وجاهدوا أعداء الله من الكفار عباد الصليب، واليهود، والمرتدين الطواغيت، وجيوشهم، اذبحوا رقابهم بسيوفكم، وافلقوا رؤوسهم برصاصكم، وفجروا أجسامهم بأحزمتكم وعبواتكم، ولا تنسوا المفخخات، فإنها أنكى وأفجع، ومن فضائل الأعمال لنيل رضوان الرحمن».
إسلام أنهى رسالته بقوله: "أسأل الله العظيم ألا أكون ممن قال فيهم: "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورًا ـ الفرقان 23»، أو ممن قال فيهم: « الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ـــ الكهف 104 «وأن يجعل أعمالي كلها صالحة ولوجهه الكريم خالصة ويتقبلها بقبول حسن».
السؤال: ما هو الحكم الشرعي عند موت إسلام وغير إسلام؟، هل سيعامل معاملة القاتل المتعمد للمؤمن البرىء؟، هل سيخلد فى النار؟، هل الله سيعفيه من الدماء والتخريب لصدق نواياه الطيبة؟، هل ستطبق عليه عقوبة القتل الخطأ؟