المساء
أحمد سليمان
عيدان.. ورسالتان
بسم الله الرحمن الرحيم "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً" صدق الله العظيم.
هذه الآية الكريمة تنطبق علي رجال مصر أبطال قواتنا المسلحة الذين خاضوا أشرف المعارك في العصر الحديث يوم السادس من أكتوبر 1973 فمنهم من لقي ربه شهيداً سعيداً أثناء المعارك. ومنهم من أبلي بلاء حسنا ففقد أحد أجزاء جسده سعيداً أيضاً بمساهمته في تحرير الوطن ممن دنسوه. ومنهم من أمد الله في عمره ولا يعرف المصريون عنه الكثير رغم إنجازاته التي حققها مع زملائه في ميدان المعركة. وما بعد الحرب في خدمة مصر.
اليوم يحق لنا أن نفخر بقواتنا المسلحة. قواتنا التي حققت نصر أكتوبر. قواتنا التي حافظت علي الوطن من السقوط في أوقات كثيرة. قواتنا التي تحمي مصر الآن من خطر الإرهاب فخاضت ومازالت أشرس المعارك في مثلث سيناء برفح والعريش والشيخ زويد حتي أوشك الإرهاب علي أن يكون من التاريخ علي أرض الفيروز. قواتنا التي سقط ومازال يسقط منها شهداء من خيرة شباب مصر. قواتنا التي تعلم تماماً المخاطر التي تتهدد الوطن في منطقة الشرق الأوسط التي علي وشك الانفجار في أي لحظة وتستعد هذه القوات للتضحية بكل ما لديها لتظل مصر شامخة كما كانت علي امتداد تاريخها. قواتنا التي لولا شوكتها التي أظهرتها أمام القريب والبعيد لضاع الوطن منذ زمن بعيد. قواتنا التي استعرض جزءاً يسيراً منها بالأمس الرئيس السيسي وضيفه الرئيس السوداني عمر البشير بمناسبة الاحتفال بذكري انتصارات أكتوبر. وشعرنا جميعاً بالاطمئنان علي مستقبل مصر وأبنائها ما دامت هناك ¢القوات المسلحة المصرية¢.
إنها رسالة ردع أرسلتها مصر بالأمس في الاحتفال بعيد انتصار أكتوبر لكل من تسول له نفسه مجرد التفكير في الاعتداء عليها. ويكفي ما ذكره القادة الإسرائيليون عن الانتصار المصري في حرب أكتوبر. وهو المذكور في التقرير الرائع المجاور علي هاتين الصفحتين والذي أعده بمنتهي الدقة والاهتمام اللواء حسين عبد الرازق أحد أبطال مصر العظماء في حرب أكتوبر وبعدها وقائد قوات الأمم المتحدة في البوسنة وانجولا.فنقل لنا كيف رأت إسرائيل مصر بعد نصر أكتوبر حتي تعلم الأجيال الجديدة قوة الجيش المصري وتفخر به.
لقد ذكر الرئيس السيسي من بين ما ذكره خلال كلمته بالأمس "أن انتصار أكتوبر تم بالحب والاحترام والانضباط بين المصريين وقواتهم المسلحة".
نعم.. إن هذا الثلاثي "الحب والاحترام والانضباط" مفتاح النجاح لأي عمل سواء علي المستوي العسكري أو المدني. وهو المفتاح نفسه الذي كان سلاح جريدة المساء -التي نحتفل اليوم بعيدها الستين- لتحقيق النجاح والتميز طوال تاريخ مليء بالانفرادات والخبطات الصحفية التي ميزتها عن كل صحافة مصر في أوقات كثيرة.
المساء وهي تحتفل بعيدها الستين توجه رسالة لقارئها العزيز بأنها ستظل علي العهد حافظة لمبادئها التي جعلتها في المقدمة دوماً. مصرة علي مواجهة الفساد حتي أنها بفضل الله كانت سبب إقالة وزيرين مهمين من وزراء الحكومة الحالية. وما زالت ترصد قضايا وهموم المواطن فكانت صوته لدي المسئولين وسيفه في وجه الفاسدين والمفسدين..
المساء التي نحاول في هذا العدد التذكاري استرجاع بعض من تاريخها الصحفي ولدت عملاقة واستمرت كذلك حتي يومنا بفضل قيادات أخلصوا لها ولم يقبلوا بديلاً للصف الأول رغم التحديات فنالوا حب واحترام القارئ الذي ما زال حريصاً علي اقتنائها كل يوم حتي لو تكبد في سبيل ذلك عناء السفر لشراء نسخة منها.
ما هو المطلوب من أي صحيفة ورقية تصدر في أي مكان في العالم؟ أليس زيادة أرقام التوزيع وزيادة حصيلة الإعلانات؟ فها هو العدد التذكاري بين يديك عزيزي القارئ به عدد غير قليل من صفحات الإعلانات ومؤجل عدد لا يقل عنه نظراً لضيق المساحة. وأرقام التوزيع يشهد بها المنافسون قبل شركة توزيعنا.
نجاح المساء جاء بالحب والاحترام والانضباط والحفاظ علي تعاليم المدرسة المهنية التي تعلمنا منها جميعاً صحافة المواطن وهي المدرسة التي تولي إدارتها أساتذة لنا في مقدمتهم الكاتب الكبير سمير رجب والكاتب الكبير محمد فوده والكاتب الكبير خالد إمام والكاتب الكبير جمال أبو بيه والكاتب الكبير مؤمن الهباء أطال الله في أعمارهم جميعاً ومتعنا بعلمهم وخبرتهم لتستمر المساء شمساً ساطعة وحولها نجوم خمسة هم رؤساء التحرير السابقون يحيطونها بكل الحب والاحترام.
أما رئيس التحرير الحالي الأستاذ سامي حامد.. أخي الأكبر ورفيق النهضة الجديدة للمساء في ظل المنافسة غير المتكافئة في الصحافة المصرية فقد استطعنا بفضل تعاوننا وبجهود كل الزملاء بالجريدة من تحقيق طفرة لم تكن تحدث في الصحافة القومية في هذا التوقيت وفي ظل هذه الظروف لولا جرأة القرار والإصرار علي النجاح فكنا ننشر موضوعات وتحقيقات ونكشف فساداً بالمستندات وصل إلي حد نشر مانشيت بالصفحة الأولي بعنوان "المساء تطلب إحالة وزير المالية للنائب العام" وهو ما لم يحدث من صحيفة قومية أن تطلب ذلك الطلب ضد وزير ما زال في الحكومة وأي وزير؟ إنه وزير المالية.. وقد كان. وتمت إقالة الوزير. وخضنا تجارب حقيقية لإجراء تحقيقات استقصائية تعرض فيها زملاؤنا للموت لولا عناية الله حتي نخرج منها بمادة صحفية نال عنها زملاؤنا بالمساء العام الماضي أربع جوائز للتفوق الصحفي من نقابة الصحفيين. مع وعد بنيل عدد مشابه من الجوائز أو أكثر هذا العام إن شاء الله لزملائي بالمساء.
لن أرصد هنا أسباب ونتائج نجاح المساء ولكن يحسب لها الآن أنها الجريدة الوحيدة في مصر التي تنشر صفحتين أسبوعيا لكشف الفساد بعنوان "المفسدون في الأرض" والحمد لله حققت صدي واسعاً لدي القراء والمسئولين.
في يوم السادس من أكتوبر أقول: شكراً لكل فرد من أفراد قواتنا المسلحة. وشكراً لأساتذتي وزملائي وتلاميذي. وشكراً لقارئنا العزيز.. وكل عام وأنتم بخير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف