الأخبار
د.محمد مختار جمعه
هدم الرموز وزعزعة الثوابت
هناك جماعات ضالة أعماها الحقد وسواد القلب وانعدام البصيرة عن رؤية النور أو القدرة علي العيش فيه، فلم تجد بدًّا من العمل علي إطفائه، وتحويل البسيطة إلي ظلام دامس، ذلك أن هذه الجماعات إنما هي أشبه ما يكون بخفافيش الظلام، يراوغك أحدهم مراوغة الثعلب ويماسحك مماسحة الثعبان، ويلدغ لدغ الحية الرقطاء، لا يستطيع أحدهم أن يواجهك لضعف حجته، وقصر قامته، وما يحمله في داخله وفي أعماقه من خزي وعار، إنما يأتيك من الخلف ليطعنك من حيث لا تشعر، علي نحو ما تقوم به هذه الجماعات الجبانة الخسيسة الخائنة العميلة من استهداف جبان لبعض رجال قواتنا المسلحة البواسل وزملائهم من رجال الشرطة الساهرين جميعًا علي أمن الوطن حدوده وربوعه، واستهداف حراس العدالة والعلماء والمثقفين والمفكرين والإعلاميين الوطنيين علي حد سواء.
وإلي جانب هذا الاستهداف الجبان هناك استهداف من نوع جديد، وهو ما يعرف بحروب الجيل الرابع، من بث وترويج الشائعات، وتشويه الرموز، والتشكيك في الإنجازات، والعمل علي خلق الأزمات، وفق خطط مدروسة وممنهجة وممولة وعلي شراء الذمم قبل المساحات الإلكترونية قائمة، حيث لا وازع من دين ولا خلق ولا وطنية ولا إنسانية.
وهنا يجب العمل علي محورين :
الأول : محور تحصين شبابنا ومجتمعنا من أن يقع فريسة لهؤلاء، فعلينا أن نسابق الزمن في كشف طبيعة هذه الجماعات وعناصرها وكتائبها الإلكترونية حتي لا يخدع بهم الشباب النقي، وأن نكشف ما تتسم به هذه الجماعات من احتراف الكذب والافتراء علي الله (عزّ وجلّ) وعلي الناس، وأن نعمل علي إشاعة قيمة الصدق وضرورة التحري والتثبت من الأخبار، فليس كل ما يسمع ينقل أو يقال، حيث يقول نبينا (صلي الله عليه وسلم) » كَفَي بِالْمَرْءِ كَذِبًا، أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ »‬، ويقول الحق سبحانه وتعالي : »‬ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَي مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ »‬، ويقول (عزّ وجلّ) : »‬ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ »‬، فعلي الإنسان أن يتحري الصدق، ويتجنب الكذب، ذلك أن الكذب يعد أهم علامات النفاق، حيث يقول نبينا (صلي الله عليه وسلم) : »‬ آية الْمُنَافِقِ ثَلَاثَ، إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ »‬، ويقول (صلي الله عليه وسلم) : »‬ أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّي يَدَعَهَا إِذَا، اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ »‬، ويقول نبينا : »‬ إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَي الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّي يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَي الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَي النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّي يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا »‬، ويقول الحق سبحانه في كتابه العزيز : »‬ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ »‬، ويقول (عزّ وجلّ) : »‬إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً »‬.
أما المحور الثاني فهو محور الحسم مع الجماعة الإرهابية وعناصرها المفسدة المخربة القاتلة سواء أكان ما تمارسه قتلا حسيًا باستهداف الآمنين والرموز الوطنية من خلال عملياتها الإرهابية التفجيرية التي لا تنقطع، أم كان القتل معنويًا من خلال استهداف الرموز والشخصيات الوطنية وبث الشائعات التي لا تنقطع حولها، والتهوين من إنجازاتها لإحباطها، والعمل علي وضعها موضع السخرية والاستهزاء لتصغيرها والتقليل من شأنها وتجرئة العامة علي النيل منها، أم كان ذلك بالتشكيك في كل الإنجازات المهمة والمشروعات الكبري لإحباط الناس وإصابتهم باليأس واللامبالاة، أو تحريكهم تجاه التمرد والعصيان، ولكن شعب مصر بحضارته العريقة الضاربة في جذور التاريخ لأكثر من سبعة آلاف عام يدرك ما يخطط له الأعداء مستخدمًا جماعة الإخوان الإرهابية وكتائبها الإلكترونية مع ما يُقدم لها من دعم منقطع النظير من مخابرات الدول التي تهدف إلي إسقاط منطقتنا في براثن الفوضي، مما يتطلب منا جميعًا اليقظة التامة لهذه المخططات الخبيثة، والتعامل بحسم مع الخونة والعملاء، وقطع أي يد تحاول أن تعبث بأمن هذا الوطن وأمانه أو أن تنال من ثوابته الوطنية أو تعمل علي هدم بنيانه، علي أن ذلك كله إنما يحتاج إلي تضافر الجهود ووعي شديد بما يخطط ويحاك لوطننا ومنطقتنا من أعدائنا المتربصين في الخارج وعملائهم من الخونة والمأجورين بالداخل، مع إدراك أن جماعة الإخوان الإرهابية هي رأس الأفعي ومفتاح كل شر والحاضنة الكبري لكل الجماعات الإرهابية، وأن القضاء عليها يعني زلزلة أركان الجماعات الإرهابية كافة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف