الجمهورية
منى نشأت
مين يقول الحق؟
الحوار لمدرب نادي الزمالك.. قال فيه كلام كفيل بهد قوي وعزيمة لاعبيه وهم علي وشك مقابلة أفريقيا في مباراة من المفترض أن كل مصري يتمني أن يفوز فيها ناد مصري. المدرب أنكر وأكد أنه لم يقل ولا كلمة من هذا الحوار.. والرد منطقي.
وبعيدا عن الصحفي والجريدة التي نشرت. ذكرني ذلك بواقعة عشتها حين كنت أتولي رئاسة تحرير "شاشتي". دخل مكتبي أحد المحررين وفي يده حوار مع ممثلة مشهورة. ولان بعض المحررين في الصحف والمجلات.. ينقلون عن بعضهم البعض ويعتبرونها مسألة سلف ودين. حيث إن صديقاً من مجلة أجري حوارا مع نادية الجندي سيرده له بحوار أجراه هو مع نبيلة عبيد. والدنيا ماشيه.. والفنانة بتتكلم علي باب مهرجان والكل سامع وما فيش فرق بين من يسمع ومن ينقل. وحكاية السبق الصحفي والسؤال الألمعي.. كلها راحت مع الزمان الصعب. فالحوار الذي يسلم لمجلة هنا يطير هو نفسه إلي أخري في بيروت. وثالثة في الخليج بعد تغطية الصور بالأسود. أو حديث بنفس لون الفستان.
لكن الحماس أخذني أو لنقل انها غيرتي علي المصداقية مع ناس حرفتهم.. تمثيل. طلبت من الصحفي الاتصال أمامي بالنجمة التي يزعمون.. رغم أن نجومي فقط في السماء لم يشهد نجم منها علي أرض. وكانت المكالمة.. حبيبتي "...." عملت لك حوار يجنن.. انتي قلتي فيه انك.... واطلقت هي ضحكة قدم لي المحرر موبايله لانها تريد أن تشكرني. من داخلي أوقن أنها لم تقل.. لكنها بنفسها أمنت علي انها قالت.
فن البلطجة
اثنان لهما الحظوة في بلدنا رياضي وفنان. وليس من قبيل الحسد أو "القر" ان لهما الثروة والشهرة.. واكثرهما للأسف لايستحقها فهذا مجرد بلطجي شاشة وهذه ليست اكثر من فتاة ليل. بالطبع هناك فنان محترم ولاعب يأتينا بالبطولات. لكن الحالة العامة "ض.ج" وترجمتها ضعيف جدا. زهقنا من الفن الهابط ورياضة الكيد للآخر.
بعض القنوات صارت تتفنن في تقديم التدني ليس فقط في اشكال مقدمي البرامج والفقرات وانما امتد الأمر حتي إلي فن الطهي.
لست ضد تقديم وجبات رخيصة بالعكس أنه أمر محمود. لكن ارحمونا من ان يرتبط الفقر بانعدام الذوق. اقول قولي هذا عن برنامج "الست غالية". ممكن ناكل ورق الشجر. لكن أرجوكم من تظهر علي الشاشة تلتزم بأسلوب وطريقة كلام وثوب فيه من الذوق ولو درجة الست لاتكتفي بالتشويح باليد ومخارج الألفاظ الرهيبة. انها تستضيف ضيوفا من غرائب البشر. ولا أعرف من يسمح أن تظهر النساء بهذا المظهر الرديء. حتي الأطفال.. وهذه صغيرة اتت بها لتغني اغنية من اجمل أغاني التراث.. ياورد علي فل وياسمين الله عليك ياتمر حنة.. خذ وردة يابيه خدي فلة ياهانم. ولانها لم تسمع بلفظ بيه.. ولا هانم دخلت قاموسها. غنتها علي الشاشة.. خدي وردة "يابت" خد فلهة يا "هاني".. وحين تجد الطفلة تصفيقا من الست غالية وفريق العمل.. فلا نتعجب أن ينشأ جيل من فنانين بلطجية ومقدمي برامج استرزاقية.. وأن نجد في اكياس الخضراوات رءوس فئران وفي علب العصائر عقارب.. وفي النفوس سواداً.. وفي الأداء تقصيراً.. بعد أن يغيب الثلاثة الأفاضل.. الحق.. الخير.. الجمال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف