ما ان تأتي ذكري حرب السادس من أكتوبر حتي نذكر ذلك الرجل الذي تسلم زمام الأمة في أخطر مرحلة من مراحل تاريخها.. بلد وقعت به هزيمة مروعة ومفزعة لنفس كل وطني مصري محب لبلده احتل العدو علي اثرها مساحة عزيزة من أرض الوطن يتصرف فيها وكأنه قابع بها إلي آخر أبد كانت تلك الهزيمة بعد حروب أخري انهزم فيها العرب.. ذلكم الرجل هو القائد المنتصر محمد أنور السادات..تسلم البلاد وكلها أسي وحزن والأمل الوحيد الذي تعلق الناس به كان هو الجيش الذي استعد في صمت وتدرب في صبر وعزم وعقد النية علي خوض معركة التحرير ورد الاعتبار.
كان قدر مصر ان يأتي أنور السادات ليواجه العدو بهدوء وتكتم للخطط والتدبر مستعملا كافة وسائل الخداع الذي لم يكتشفها العدو المسيطر عليه غروره معتقدا ان العرب عامة والمصريين خاصة لن يستطيعوا خوض حرب أخري.
كانت تصرفات أنور السادات الماكرة مثل الوعد بأن عام كذا هو عام الحسم فيمر العام دون عمل عسكري واحد وأيضا اعلان التعبئة مما يجعل العدو يحشد قواته متحملا أعباء مالية ومادية ونفسية تمر الأيام والتعبئة المصرية تنتهي دون عمل يلاحظه العدو ثم يقوم السادات بطرد الخبراء الروس الأمر الذي ادخل في يقين العدو ان الرجل لا يستعد لعمل حربي ويتكلم اكثر مما يفعل والحقيقة الخافية ان العمل في القوات المسلحة المصرية كان يدور علي قدم وساق مستمرا وعنيفا وجادا ونشيطا والجنود يوقنون ان يوم الحسم قادم ويتوقون جميعا إلي حرب يكون فيها النصر حليفهم حتي كان يوم السادس من أكتوبر في ساعة الظهيرة تندفع طائرات مصر لتقذف مواقع العدو ومقر قياداته وتشل حركته في ست ساعات ويعبر الجنود منادين الله أكبر قالها كل مصري علي اختلاف معتقده الديني ليتحقق النصر علي يد ذلك الفلاح ابن الشارع المصري الذي استوحي تاريخ هذه الأمة ويطلقها خالصة صادقة: مصر الآن أصبح لها درع وسيف.
ما ان تأتي هذه الذكري حتي نتذكر ذلك الرجل الذي قاد الأمة في وقت عصيب وجاء اليوم الذي تفخر به الأمة العربية كلها من المحيط إلي الخليج لنذكره ونترحم عليه وننلعن هؤلاء الذين حرموا هذا الشعب منه ومن عقليته.
أنور السادات كان صاحب رؤية مستقبلية لنهضة هذه الأمة أراد ان يتفرغ لبنائها ورقيها ويوجه جهدها ونشاطها لتحسين أحوالها ورفع مستوي المعيشة فيها وحين عقد الاتفاقيات مع إسرائيل استطاع ان يعيد باقي شبه جزيرة سيناء بمجموعة من الأوراق دون ان يخسر جنديا واحدا من جنوده.
انتقده غير الفاهمين ووجهوا إليه النقد اللاذع وهجومهم الشرس دون ان يفهموا مقصده في الاتجاه إلي تعمير سيناء بالمصريين وتسكين حوالي خمسة ملايين مصري ليكونوا درعا ضد أي محاولة هجوم قادم أو احتلال محتمل وهذا ما أراده السادات لسيناء لتعميرها وزراعة أرضها واقامة المشاريع الصناعية علي أرضها فضلا عن وجود جيش قوي مستعد دائما لحماية الوطن.
رحم الله محمد أنور السادات صاحب أول نصر للعرب علي اليهود.