المساء
أحمد معوض
حكايتي مع "المساء"
حظي وقسمتي ونصيبي. ان اكتب اليوم في ظل احتفالات السادس من أكتوبر. ذكري معركة الكرامة لمصر والعرب في حرب 1973. وليس ذلك فحسب فالسادس من أكتوبر عام 2016 هو عيد ميلاد جريدتي الغراء "المساء" تمت بحمد الله الستين عاماً.
وقد عايشت "المساء" في آخر 17 عاما من عمرها. اطال الله بقاءها. ولي معها قصص وروايات. فهي المدرسة التي تعلمت فيها الصحافة علي اصولها. علي يد مجموعة من أمهر واخلص وأنشط من عرفهم بلاط صاحبة الجلالة.
الغريب اني دخلت "المساء" وهي أحد إصدارات دار التحرير العملاقة. من بوابة الزميلة "الأخبار" في شارع الصحافة. حيث كانت بداية عهدي بهذا المجال. فقضيت اسبوعا واحدا في القسم الخارجي في "الأخبار" علي سبيل التدريب. ولكن الحق اقول شعرت بالغربة في المكان. ولم أألف المكاتب المغلقة. ووجدت نداء العشق الحلال يأتيني من شارع زكريا أحمد حيث المقر القديم لمبني دار التحرير "المساء" والشقيقة الكبري "الجمهورية".
أقول لك عزيزي القارئ انك اذا لمست تميزاً حقيقيا في الجريدة التي بين يديك الآن. فهذا يرجع إلي سر. لن أخفيه عليك بعد الآن. فقد اصبحت يا عزيزي صاحب بيت. ذلك انك تحرص علي شراء جريدتي. أمي وابنتي "المساء" مع مطلع كل "صباح".
السر يكمن في "صالة التحرير" التي كانت في المبني القديم. والتي التقي فيها أبناء الحرس القديم وجيل الوسط ونفر من الجيل الجديد. صالة التحرير كانت تجمع الصغير والكبير. لا يفصل بين الأقسام الخارجي. الرياضة. الفن. الأخبار. الديسك. المحافظات. الإخراج الفني. التحقيقات. أي جدار عازل. الكل يعمل بمفهوم "الأسرة الواحدة". الكل في خدمة الكل. الكل يتعلم من الكل. الكل يحب الكل.
أما الصعوبات التي تواجه محرري "المساء" فهي تتلخص في أننا نبدأ من حيث تنتهي الجرائد الصباحية كلها من عملها. وفي خلال المدة البسيطة المتبقية من اليوم يجب ان نبحث عن الجديد والمثير والمفيد لقارئ "المساء" المخلص. لذلك كانت شهادة الجودة والكفاءة وساما علي صدر كل عضو في أسرة "المساء".
علي المستوي الشخصي. لي قصة لا أكل ولا أمل من روايتها وتكرارها. دخلت "المساء" في عام 1999. وظللت محرراً تحت التمرين لمدة تجاوزت الخمس سنوات. في ليلة من ليالي عام 2005 زارني في المنام الأستاذ الكاتب الصحفي الكبير محمد أبوالحديد ووقتها كان رئيسا لمجلس إدارة المؤسسة. ومنحني 5 ارغفة من الخبز. بعدها بأيام. استقبلت اتصالا من الأستاذ أحمد سليمان. مدير عام التحرير الحالي. يبلغني فيه بأن كشف التعيينات نزل واسمي من ضمن المعينين.
ترتيبي في الكشف كان رقم 5
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف