المساء
أحمد عمر
سر " المساء"
سر الخلطة.. وبمصطلحات أهل التكنولوجيا والصناعة know how.. ليس حتماً أنه يعني عناصر خفية.. فمكونات الطبخة محفوظة إنما طريقة الأداء تصنع الفرق.. تسميه ربات البيوت "النفس" لكننا في "المساء" لم نطلق عليه اسما بعد.. ذلك الشيء الذي يجعلنا نحفاظ علي ثقة القراء وموقعنا المتقدم توزيعياً ضمن الأربعة الكبار.. ننافس كبريات الصحف اليومية الصباحية رغم الصعوبات اللوجستية وغيرها التي تواجه توزيع الصحف المسائية.
أستطيع افشاء هذا السر واثقاً ان التميز سيبقي رغم ذلك لـ"المساء" لأن معرفة العناصر لا تغني عن كيفية الأداء.
أول عناصر هذا السر هو ما اكتشفته ضمن خبرة 35 عاماً في العديد من الصحف ووكالات الأنباء العالمية من مذاق خاص للعمل في "المساء".. هنا تشعر بروح الأسرة الواحدة.. نختلف أحياناً لكن سرعان ما نصفو كأشقاء في بيت واحد.. ففي مبنانا التاريخي القديم نشأنا في صالة تحرير واحدة فسيحة لا حواجز تفصلها وسعت الجميع كباراً وصغاراً نتشارك الأفراح والآلام وحفاوة استقبال الضيف كأولاد البلد.
في "المساء" ليس بينا تروس في آلة.. فكل فرد متفرد في قيمته وعطائه.. المحرر وموظف التجهيزات الفنية والسائق وعامل البوفيه.. نعمل هنا بحب واحترام للآخر في منظومة واحدة يدرك كل منا قيمة دوره ومسئوليته وأدوار الآخرين ومسئولياتهم.. لسنا مجتمع ملائكة فمنا الشارد الذي لا يدرك متعة العطاء.. مجرد مثل سييء لا يوقفنا.. ونسأل الله لهم الهداية.
في "المساء" نعمل باستمتاع رغم نقص كثير من العناصر والأدوات وبعض القسوة في بيئة العمل لكننا نكتب لنرضي أنفسنا.. نري ونفكر بعين القارئ وعقله.. زادنا مع التقوي هو رسائل القراء وتجاوب المسئولين مع ما نطرحه من قضايا تمس الهموم اليومية للناس وتطلعاتنا إلي وطن أجمل.. هنا نعمل ما نحب ونؤمن بما نعمل.. وجودنا وكياننا فيما نخدم به مجتمعنا ونخوض في سبيل حقوق الناس وحق الوطن المعارك إذا لزم الأمر.
نحتفل يوماً واحداً بعيد ميلاد "المساء" لكن تبقي القيمة والمعني نبراساً لكل الأيام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف