المصريون
د . هشام السيد
ايطاليا...الوهم المميت
اصابتنا صور الغارقين في مركب رشيد البائس بالمرارة و الحزن.. اضرب بكفي متعجبا..ماذا يظن الهاربون لايطاليا انهم سيجدوا هناك.... فقد اغلقت ايطاليا و معظم اوربا ابواب الامل فيها امام المهاجرين الافارقة منذ اكثر من ثلاثين عاما، ومعظم من دخل هناك في السنوات الاخيرة يعيش عيشة ضنك ولكن معظمهم لايقر بالحقيقة و الواقع ويبعث لاهله و اصحابه و جيرانه بصوره في شوارع روما الغناء التي تمطر يورو عليهم، يخدعون غيرهم ليقعوا في نفس الفخ الذي وقعوا فيه ..للاسف.. فقد زرت روما مرتين في السنوات الاخيرة، وجدت مرة محاميا في اواخر الثلاثينات من عمره له عشرة سنوات خبرة في المحاماة في مصر، يجر بيده عربة الخضار و الفاكهة في سوق الجملة الصباحي ينقل البضاعة بين البائعين، يعمل كالدابة عند ايطالي جاهل من ساعات النهار الاولي وحتي العصر و يبيت في جراج مشغله الايطالي، لايوجد في الجراج الا حنفية للمياه فقط يشرب منا و يستحم بها. رايت الشبب المصريين يتسولون الخبز كل صباح من شباك الكنيسة الصغير الذي يعطي الخبز لن يمد يده، رايت الشباب المصريين في ميلانو يعيشون بالدستة في شقق صغيرة ولايدخلون او يخرجون منها الا في الظلام حتي لايعرف بقية السكان كم عددهم و يبلغوا ادارة السكن ، وجباتهم لاساسية و ربما الوحيدة هي الاسباجتي الرخيصة. الذين حالفهم الحظ منهم يعمل بائع متجول و عينه في وسط راسه خوفا من مطاردة الشرطة . لانعيم ولارخاء لمهاجرين افريقيا (و علي راسهم المصريون) في ايطاليا او اليونان او غيرها، و همام الذي نجح في امستردام واشتري المطعم الكبير هي قصة خيالية لاتمت للواقع بصلة. عتابي الشديد علي الاعلاميين ، كان من الافضل بدلا من ان يهللوا سواء بالنقد للضحايا او للحكومة ، ان يذهبوا بكاميراتهم الي مواقع المصريين في ايطاليا و غيرها وان يبينوا حقيقة ماسي الهجرة بواقعية و احترافية ، حتي يراها كل من يفكر في اعطاء تحويشة عمره او تحويشة اهله الي تجار السفر في قواربهم المميتة. علي الاعلام واجب و مسؤلية ارشاد الناس و توضيح ماينتظرهم من اخطار في البحر وفي ايطاليا. د. هشام سيد

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف