الجمهورية
لويس جرجس
إهمال التاريخ ضياع للمستقبل
من لا يحترم تاريخه لن يكون له مستقبل. أول انطباع خطر علي بالي وأنا أطالع ما كتبته الزميلة ¢المصري اليوم¢. في ذكري انتصار اكتوبر حول اهمال مقابر شهداء حرب الاستنزاف ومعركة شدوان بمدينة الغردقة. ووفقا للمنشور فان تلك المقابر ¢تعرضت للإهمال وعوامل التعرية ومياه الأمطار الغزيرة والسيول. التي تهدمت وهبطت بسببها القبور واختفت معظم معالمها. ولوحات التعريف بالشهداء طُمست¢.
هذه المقابر هي جزء من تاريخ مشرف للمصريين. لا يقل أهمية عن حرب أكتوبر التي نحتفل بها هذه الأيام. حيث كانت معارك الاستنزاف "1967 - 1970" التمهيد الحقيقي للنصر الذي تحقق في 1973 وكان أبطالها وشهداؤها الجسر الذي عبرت فوقه قواتنا المسلحة الي سيناء المحتلة.
ولتعريف الأجيال الجديدة بأهمية معركة شدوان الباسلة التي وقعت أحداثها في يناير 1970. وببطولات قوات الصاعقة المصرية. ننقل شهادة صحفي أمريكي رافق القوات الإسرائيلية المهاجمة. حيث كتب: ¢..رغم أن الطائرات الإسرائيلية قصفت الجزيرة قصفًا مركزًا لعدة ساعات قبل محاولة انزال القوات الإسرائيلية. قاومت القوة المصرية مقاومة باسلة لم تجعل الأمر سهلًا للمهاجمين.. ولما تمكنت القوات الإسرائيلية من النزول علي الطرف الشمالي الشرقي للجزيرة. بدأت محاولة لتثبيط عزيمة القوات المصرية بأن أذاعت نداءات بالميكروفون تدعو القوة المصرية للاستسلام وأنه لا فائدة من المقاومة. وكان رد المصريين بقذائف مركزة من المدافع تنصب فوق الجنود الإسرائيليين من كل جانب.. شاهدت بطولات من الجنود المصريين لن أنساها ما حييت: جندي يقفز من خندقه ويحصد بمدفعه الرشاش قوة من الإسرائيليين. وظل يضرب إلي أن نفدت آخر طلقة معه. ثم استشهد بعد أن قتل عددًا كبيرًا من الجنود الاسرائيليين وأصاب عشرات بجراح.. إن القوات الإسرائيلية التي كانت تتلقي مساعدة مستمرة من طائرات الهليكوبتر لم تتقدم الا ببطء شديد للغاية تحت وطأة المقاومة المصرية. ولم يكن أي موقع مصري يتوقف عن الضرب إلا عندما ينتهي ما عنده من ذخيرة. وحين انتهت ذخيرة أحد المواقع وكان به جنديان أسرهما الإسرائيليون ثم طلبوا من أحدهما أن يذهب إلي مبني صغير قرب فنار الجزيرة ليقنع من فيه بالتسليم. عاد الجندي المصري ليقول لهم إنه وجد المبني خاليًا. فتوجه إلي المبني ضابط إسرائيلي ومعه عدد من الجنود لاحتلاله. وماكادوا يدخلونه حتي فوجئوا بالنيران تنهال عليهم من مدفع رشاش يحمله ضابط مصري. قتل في هذه العملية الضابط الإسرائيلي وبعض جنوده. أما الضابط المصري البطل الشجاع فقد أصيب بعد أن تكاثر عليه جنود العدو.. لقطة:
الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية إبان حرب أكتوبر. كان قائد القوات المصرية في قطاع منطقة البحر الأحمر وقت معركة شدوان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف