صابر شوكت
«الخيار شمشون».. الذي أوقف زحفنا لتل أبيب
كشفت «أخبار اليوم» في مثل هذا اليوم عام ٢٠٠٤ السبب الحقيقي الذي دفع السادات العظيم لإيقاف زحف جيش مصر المنتصر للاستيلاء علي بقية سيناء وتهديد إسرائيل علي حدودها يومي ١٧ و١٨ أكتوبر عام ١٩٧٣.
في هذه الذكري العظيمة منذ ١٢ عاماً كشفنا هذا اللغز الخطير في حوار موثق مع العالم د.فوزي حماد الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية ومستشار الوكالة الدولية بفيينا وقتها.. وكنت أنا كاتب هذه السطور محاور العالم الراحل.. كشف في حواره.. انه بعد مضي أكثر من ٣٠ عاماً علي نصر أكتوبر ١٩٧٣ يحق له ولمصر أن يتحدث بالوثائق عن هذا السر الخطير.
أكد انه وعديدا من علماء مصر بالطاقة النووية كانوا ضمن خلية نحل لا تنام مع رجال المخابرات المصرية منذ بدايات حرب أكتوبر.. وبالتحديد منذ ١٤ أكتوبر.. عندما كان السادات يفكر جدياً في تطوير العمليات العسكرية بعد تأكيد السيطرة التامة علي ممري «متلا والجدي» وأصبحت سيناء كلها مفتوحة دون مواقع حصينة من العدو الإسرائيلي.. وسماء محصنة بسلاح الجو المصري والمدفعية المصرية بعد انهيار سلاح الجو الإسرائيلي وكان الطريق ممهداً لتوغل جيش مصر حتي حدود اسرائيل وتهديد تل أبيب بالفعل.. وأكد العالم أن أجهزة مخابرات مصر وقتها.. كانوا يؤكدون ان القائد المنتصر العظيم أنور السادات كان يدير غرفة العمليات بنفسه والجميع يعتقد انه كان سيتوقف عند ممري «جدي والمتلا» بينما بعيداً عن غرفة العمليات كان يكلف رجال الاستخبارات مع علماء الطاقة النووية المصريين علي متابعة دقيقة «لخطر نووي» محتمل قد تلجأ له إسرائيل لإيقاف زحف جيش مصر حتي حدود تل أبيب نفسها.
وكان مع مقاتلي جيش مصر الزاحف بسيناء في سلاح الحرب الكيماوية.. علماء متخصصون عن الأمان النووي والطاقة الذرية لقياس دقيق للهواء والتربة علي مدي اليوم خوفاً من احتمال إسرائيل للجوء النووي.. وفي يوم ١٤ أكتوبر بدأ الخطر الرهيب علي إسرائيل وأصبحت «ظهرها للحائط».. وبالفعل التقط رجال المخابرات اتصالا بتهديد صريح من جولدا مائير رئيسة حكومة إسرائيل وقتها إلي نيكسون مباشرة الرئيس الأمريكي وقتها.. تقول فيها صراحة.. «إن لم تتحرك أمريكا لمنع اجتياح الجيش المصري لسيناء وتهديد تل أبيب.. سنلجأ للخيار شمشون بجدية.. لن ننتظر حتي يفني المصريون دولة إسرائيل» وكان الخيار شمشون هو تحريك السلاح النووي الإسرائيلي لحسم المعركة.. وهو الوسيلة الوحيدة الباقية لإيقاف زحف جيش مصر المنتصر.
وبالفعل.. تأكدت لأجهزة الاستخبارات المصرية من داخل إسرائيل.. العد التنازلي في ١٦ أكتوبر لتحريك ترسانة السلاح النووي الإسرائيلي لضرب مصر وجيشها بسيناء.. وقبلها علي مدي اسبوع كانت أمريكا تضغط علي مصر بفتح ترسانة أسلحتها الحديثة من مخازنها إلي جيش إسرائيل مباشرة ونزولها المعركة بأرض سيناء.
وفي يوم ١٦ أكتوبر.. جاء التهديد مباشرة وبجدية من كيسنجر وزير خارجية أمريكا إلي السادات بضرورة وقف الحرب وزحف جيش مصر المنتصر لأن البديل هو السلاح النووي الإسرائيلي.. وانهم سيستخدمونه في لحظات اليأس لو استمر جيش مصر حتي حدود إسرائيل.
هنا خرج السادات معلناً للعالم قبوله وقف اطلاق النار.. ولم يعلن بالطبع عن خطورة الحرب النووية المحتملة.
رحم الله هذا القائد الشهيد.. والمجد لجميع شهدائنا الذين حققوا هذا النصر المعجزة.. حيث تدرسه الأكاديميات العسكرية حتي اليوم لتبحث عن هذا اللغز.. الخطير.. كيف حقق المصريون هذه المعجزة؟!.
وللحديث بقية.