تقول قصة شهيرة إن تلميذا لم يكتب موضوع تعبير في حياته سوي عن الجمل، فكل عنوان يطلبه المدرس يحوله التلميذ بقدرة قادر للحديث عن الجمل..كيف؟ مثلا يطلب المدرس موضوعا عن تقدم اليابان، فيكتب التلميذ أن اليابان دولة متقدمة اقتصاديا، ونظرا لهذا التقدم فهي تستخدم في تنقلاتها السيارات ولا تعرف الجمل، والجمل حيوان بري يصبر علي الجوع والعطش ويستطيع المشي علي الرمل بكل سهولة ويسر، ويربي البدو الجمل ويعرف بأنه حيوان أليف وسفينة الصحراء فينقل متاعهم ويساعدهم علي الترحال من منطقة لأخري.. وإذا طلب المدرس من التلميذ كتابة موضوع عن الربيع، يبدأ بأن فصل الربيع من أجمل الفصول في السنة، وتكثر فيه المراعي الخضراء مما يتيح للجمل أن يأكل من عشبها، والجمل حيوان بري يصبر علي الجوع والعطش..إلخ.
هذه القصة الطريفة تنطبق تماما علي تصريحات كل المسئولين في مصر بلا استثناء، ونبدأ برئيس الوزراء الذي عقد اجتماعا وزاريا مصغرا مساء الجمعة 03 سبتمبر الماضي وصرح بضرورة توفير السلع الاستراتيجية وتوفير الموارد المالية اللازمة لاستيرادها.. ثم التقي الرئيس يوم السبت الماضي طارق عامر محافظ البنك المركزي ـ بعد الاجتماع الوزاري بساعات ـ وخرجت تصريحات المتحدث الرئاسي تشدد علي أهمية توفير الموارد المالية اللازمة لإتاحة السلع الأساسية للمواطنين والحفاظ علي استقرارها. وزاد المتحدث أن الرئيس أكد ضرورة مراعاة محدودي الدخل والفئات الأولي بالرعاية وعدم تأثرهم بأي إجراءات اصلاحية يتم اتخاذها.
الأمثلة كثيرة علي قصة الجمل «الحكومية»، ويحظي المواطن محدود الدخل بنصيب الأسد فيها، حيث يصر المسئولون بضرورة توفير السلع الأساسية للمواطنين وضبط الأسعار، بعد أن كانت في البداية «خفض الأسعار». وكنا شبعنا وعودا بأن المواطن البسيط لن يخضع لخفض الدعم أو يتأثر بضريبة القيمة المضافة، وخرج رئيس الحكومة ليقول تصريحا في غاية الأهمية ومفاده أن الأدوية لن تخضع لهذه الضريبة، وقد تناسي أن الحكومة رفعت أسعار الأدوية في رمضان الماضي بنسب متفاوتة ولكن جميعها أرهقت المواطن البسيط وغير البسيط..الأمثلة كثيرة ولا حصر لها ولا داعي للتذكير بتصريحات وزيري التموين المقال والجديد.