الوفد
مصطفى شفيق
أكتوبر.. شعب صبور وجيش عظيم
43 عاماً مرت على نصر أكتوبر العظيم.. 43 عاماً تمر على معركة استعادة الكرامة.. يحق لنا أن نفخر ببطولات أبنائنا فى حرب الساعات الست.. ويحق لنا أن نذكر أبطال هذه الحرب.. بدءاً من أنور السادات الذى أصاب جولدا مائير إحدى صقور إسرائيل بالاكتئاب حتى ماتت وحيدة.. وكانت امرأة قوية.. شديدة الكراهية للعرب.. وللمصريين خصوصاً.. وعنه قال مناحم بيجن - أعنف رئيس وزراء فى تاريخ إسرائيل - فى مذكراته «كنت حريصاً على سماع خطابات الرئيس المصرى أنور السادات.. وكان أشد ما يقلقنى فيها عندما يذكر اسمى مسبوقاً بكلمة «صديقى بيجن».. ساعتها كنت أتأكد أنه - أى السادات - يستعد لتوجيه ضربة سياسية.. وفى كل مرة كنت أحتاط ومساعدىَ.. وكانت ضربته تأتينا من حيث لم نحسب.. ولا يجب ألا يمر فخرنا بعيداً عن كل جندى من جنود هذا الجيش العظيم.. سواء الذين شاركوا فى هذه الحرب.. أو هؤلاء الذين يحمون مصر من الانهيار اليوم.. ولا ينبغى أيضاً أن يمر فخرنا بعيداً عن هذا الشعب الصبور.. الذى تحمل ظروف «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة».. ويقاسى اليوم ظروف الضغط الاقتصادى الرهيب الذى تتعرض له مصر بهدف تفكيكها.. وتركيعها.. والقضاء عليها.
لكن الاحتفال لا يجب أن ينسينا أن شبابنا المستهدف اليوم لا يعرف الكثير عن هذه الحرب.. الأجيال القادمة تجهل أهميتها فى التاريخ.. حتى نحن الكبار لا نعرف عن هذه الحرب من المعلومات ما يتناسب مع أهميتها.. وشعورنا تجاه كل من شارك فيها على الجبهة الخارجية.. أو الجبهة الداخلية بحسب تعبيرات زمنها.. لو كنت مسئولاً لأرسلت رسائل على الفيس بوك لكل المشتركين عن هذه الحرب.. فمعظمهم من الشباب.. ولاستعنت بمختصين فى الإبداع ليختاروا طرقاً تجذب الشباب لقراءة ما أبثه على كل مواقع التواصل الاجتماعى.. فليست الصحافة وحدها هى التى تحتضر تحت تأثير مواقع التواصل.. بل كل ما عرفناه فى القرن العشرين، سيموت فى القرن الحادى والعشرين.. وحتى لا تموت هذه الحرب.. علينا أن نزرعها فى قلب وعقل كل شاب.
حقاً.. شعب مصر صبور.. وجيشها عظيم.. واقرأوا التاريخ.. أو اسألوا من قرأه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف