نحتفل هذه الأيام بالذكري 43 لانتصارات أكتوبر المجيدة تلك الحرب التي أعادت للعرب جميعاً عزتهم وكرامتهم من عدو عنصري محتل ومغتصب لاراضينا وهو المستعمر الإسرائيلي الصهيوني ولن تكتمل فرحتنا إلا ونحن نري أعلام الدولة الفلسطينية ترفرف علي القدس الشرقية.
لكن ونحن نحتفل يجب الا ننسي ان تلك الحرب لم تنته علي مصر حتي وان كانت من نتائجها استعادة كامل أراضينا التي كانت محتلة في 67 فكم من المشاكل التي عاشتها وتعيشها مصر بعد هذا الانتصار لانها كتبت نهاية الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر بل وأصبح جيشنا هو بعبع الكيان الإسرائيلي الذي عاش طوال 6 سنوات يتغني بأنه دمر الجيش المصري فكانت أكتوبر بحق مرحلة ناصعة البياض والبطولة في تاريخ النضال العربي ضد الصهاينة.
وهنا لا أقول النضال المصري فقط ولكن النضال العربي ككل والذي أطاح بالغطرسة الأمريكية التي لم ولن تنسي هذا التلاحم الذي قهر حليفتها في المنطقة. ومنذ هذا التاريخ وأمريكا تضع استراتيجيات تدمير الوطن العربي بدأت بزرع الفتنة بين إيران والعراق وعندما انتصر العراقيون افتعلت أزمة بين بغداد والكويت انتهت باحتلال الأخيرة لتكون الذريعة لتدمير العراق وتؤول الأمور إلي ما نراه حالياً من ضياع كامل للدولة الشقيقة ثم كانت الأزمات المفتعلة في جميع الاقطار العربية لتغرق جميعها في أزمات واشكاليات تضخمت بعد ما سمي بالربيع العربي الذي أدخل العرب في اشكاليات العنف والحروب الأهلية والثورات علي أنظمة فاسدة لكنها لم تكن خائنة بالمعني المعروف بل خانت الأمانة التي وكلتها لها الشعوب.
ولأن مصر والسعودية والامارات وقفوا أمام المخطط الأمريكي فكان لابد من استمرار الحروب علي تلك البلدان بدأ الأمر بتطويق كل محاولات مصر للانطلاق بحرب اقتصادية قذرة مدعومة بإرهاب جماعة الإخوان في الداخل والخارج لخلق مناخ من عدم الثقة في مصر وبالتالي ضرب السياحة وتقويض تحويلات المصريين في الخارج وسحب الدولار من الأسواق وخلق سوق سوداء لا هوادة فيها مما يعيق عمليات الاستيراد وبالتالي التأثير علي الصناعة الوطنية باختصار وقف نمو الاقتصاد المصري.
وجاء الدور علي السعودية القوة الثانية في المنطقة والشقيقة التي لم تترك المصريين في أزماتهم فكان اختراع قانون جاستا القذر الذي يسمح بمقاضاة ضحايا 11 سبتمبر المملكة باعتبار ان من نفذوا تلك الهجمات سعوديون والسؤال ومتي كانت الدول مسئولة عن إرهاب حاملي جنسياتها؟! وهل تلك الدولة راعية للإرهاب أم لا؟ ما حدث في أحداث لوكيربي والتعويضات التي دفعتها ليبيا وقتها كانت بسبب ان الدولة وقتها كانت ضالعة في حادث الطائرة.
إذن أمريكا تلعب بالنار ضد الشعوب العربية وعلينا ان نتوحد مثل أكتوبر حتي نوقف عودة غطرستها أكثر مما سبق.