"برطعة.. ولا عزاء لأحد" كان هذا عنوان ما تناولته في هذا المكان في 17 سبتمبر الماضي عن الخطر المستمر من استمرار حركة سيارات النقل الثقيل والمقطورات علي مختلف الطرق "صباح مساء" وما تمثله من تهديد لحياة المواطنين نتيجة تجاوز الكثير منها للسرعة القانونية وللأوقات المحددة لها وغيرها. وفي نفس المقال تحدثت عن حال الشاحنات والمقطورات داخل مدينة 6 أكتوبر بالجيزة- علي سبيل المثال- وكيف صارت تخترق العديد من الأحياء السكنية بفعل الزحف العمراني الذي أدي إلي وقوع الطريق المخصص لسيرها داخل المدينة وليس خارجها وفقاً للتخطيط السابق له.
ثم انتقلت إلي مشكلة خلاطات الاسمنت التي باتت تزاحم حركة المركبات في المدينة في السنوات الأخيرة وما تمثله من خطر محدق علي حياة السكان والصحة العامة.. وتعقيباً علي هذا الموضوع تلقيت هذا الرد من "هشام أمين" رئيس الإدارة المركزية المشرف علي العلاقات العامة والاعلام بوزارة الاسكان أوضح فيه أنه بالرجوع إلي المهندسة "رجاء فؤاد" المشرف علي قطاع التخطيط والمشروعات بهيئة المجتمعات العمرانية أكدت أنه جار تطوير شبكة الطرق بمدينة 6 أكتوبر بالكامل وربطها بشبكة من الطرق الاقليمية لنقل حركة الشاحنات والبضائع خارج الكتلة السكنية بالتنسيق مع الأجهزة المعنية بالدولة.
أضاف "الرد" أنه بالنسبة لخلاطات الخرسانة فيسمح باقامتها- أي تواجدها- في مواقع المشروعات الجاري تنفيذها وداخل حدودها منعاً للاختناقات المرورية والتلوث مشيراً في نفس السياق الي أن هذه الخلاطات- والتي وافقنا أنها باتت تغزو المدينة- هي نتاج النهضة العمرانية والمشروعات الضخمة التي تشهدها حالياً "السادس من أكتوبر" وغيرها من المدن الجديدة من مشروعات اسكان - بمختلف المستويات- واستكمال خدمات ومرافق للمساهمة بشكل فعال في حل مشكلات المدن القديمة.
** انتهي رد وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الذي بقدر امتناني لتجاوبها مع ما أثرته عن حال "أكتوبر" مع حركة الشاحنات والنقل الثقيل وحرصها علي موافاتنا بجهود الوزارة والهيئة المعنية في مواجهة هذه الاشكاليات بقدر ما تمنيت من "المجتمعات العمرانية"موافاتنا بموعد الانتهاء من تطوير شبكة الطرق بمدينة "6 أكتوبر" وما هي الطرق الاقليمية التي ستربطها بها؟
الأمر الثاني: هناك ثمة تناقض حيث أشار الرد إلي أن خلاطات "الخرسانة المسلحة" لا تتواجد إلا في مواقع المشروعات الجاري تنفيذها ثم عاد وأكد علي ما ذكرته من انتشار هذه الخلاطات في المدينة باعتبارها مظهراً من مظاهر النهضة العمرانية بها!! دون أن يتطرق إلي لُب المشكلة في كيفية التصدي لما تنشره هذه الخلاطات أثناء سيرها- ومازلت أؤكد بعيداً عن مواقع المشروعات- من غبار وأتربة أسمنتية تؤذي العيون والصدور وما يتساقط منها من كرات "الدبش" التي تلحق أشد الضرر بمختلف المركبات فضلاً عن اعاقتها لحركة المشاة!!
** وأخيراً اذا كان الشكر واجباً للاسكان لاهتمامها بالرد والتوضيح وإن غابت بعض النقاط. يبقي العتاب للقائمين علي ملف حركة النقل الثقيل والمقطورات في الوزارات والأجهزة المعنية والتزامهم الصمت فلم يخبروننا مثلاً ماذا أعدوه لوقف "برطعة" وتجاوزات هذه المركبات التي فاقت الحد وباتت مواجهتها واجباً شرعياً وقفاً لنزيف الاسفلت وما يسجله من أرقام مفزعة ما بين ضحايا ومصابين وارجعوا للاحصائيات!!