المساء
عصام سليمان
3 سرقات .. وجريمة واحدة !
هل كنت اقرأ الطالع عندما كتبت في نفس المكان منذ اسبوعين وتحديداً يوم 24 سبتمبر الماضي متعجبا ومتسائلاً: هل لدينا برنامج علمي لملاحظة وملاحقة حوادث السيارات والكشف عن العصابات التي تخصصت في هذا المجال.. والاهتمام بجمع المعلومات من مكان الحادث وتتبع الكاميرات التي ربما تقدم لنا دليلاً وخيطاً مهما في عمليات البحث والتحري التي يجب ان نوليها كل اهتمام؟!
وهل كنت اقرأ الطالع عندما حذرت من ان هذه السيارات ربما تستخدم في جرائم إرهابية أو جنائية أكبر.. ومن ثم فالمفروض الا نترك أمر الكشف عنها للصدفة ويتم قيد السرقات ضد مجهول لأن تتبع الخيوط يحتاج جهداً وقدراً من الحماس لدي القائمين علي الأمر؟!
والحقيقة انني طرحت هذه الأسئلة من واقع تجربة عملية عندما سرقت سيارتي جهاراً نهاراً في شارع عباس العقاد بمدينة نصر ومن محيط بنك مصر يوم 9 سبتمبر الماضي.
الغريب انني لم أجد أذنا مصغية تناقش ما كتبت حتي قرأت في الصحف عن المفاجأة التي تكشفت في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها النائب العام المساعد المستشار زكريا عبدالعزيز.
كتبت الصحف ان السيارة المفخخة في الحادث لوحاتها مسروقة من القاهرة وأرقام موتورها لسيارة من الغربية والشاسيه لأخري بكفرالشيخ.
وهذا يعني ببساطة ان هناك ثلاث سرقات تمت وربما أربع أو أكثر واننا لو تتبعنا الجرائم الجنائية في السرقات وورش تغيير الأرقام وحاولنا فك ألغازها أولاً بأول وبالسرعة المطلوبة فإننا بذلك نقطع الطريق علي جرائم الإرهاب الاسود التي تستحل أموال ودماء أبناء المجتمع وتستهدف رجال الشرطة والجيش والقضاء وكل المسئولين!
لقد بات واضحاً للعيان ان الإرهاب يتحرك في اتجاهات عديدة ويحاول التمويه حتي يصعب رصده وقطع الطريق عليه!!
عصابات الإرهاب تقوم بعمليات سرقة ممنهجة للسيارات ومن قبل لمحال المجوهرات وسيارات نقل الأموال والبنوك ومكاتب البريد.. للهف الأموال وتمويل عملياتهم الاجرامية علي طريقة "من دقنه وافتله"!!
التحرك في هذا الاتجاه يساعد في الكشف المبكر عن هذه الخلايا السرطانية التي تتربص بنا من الداخل والخارج!
تجفيف منابع التمويل مفروض ان يلاحق ما يأتي من الخارج وما تقوم به هذه العصابات الإرهابية في الداخل من خلال جرائم جنائية لتوفير أدوات ارتكاب الجرائم والتمويل المطلوب ايضاً ولارباك أجهزة الأمن واظهارها بموقف العاجز عن الملاحقة وتحقيق الأمن والاستقرار للمجتمع.. مما يحقق جانباً من الفوضي التي يريدون بثها في النفوس.
كل هذه الأمور وغيرها الكثير والكثير يجب ان ننتبه له ونستفيد من هذه الدروس في الملاحقة والتحرك بالسرعة الواجبة والجهد المضاعف وان تكون تحت ميكروسكوب الفحص والتحليل من رجال الداخلية.. وأظن انهم سيفعلون!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف