"القوات المسلحة المصرية مؤسسة وطنية جداًَ وشريفة وحريصة جداً علي بلدها لم تقتل ولم تأمر بقتل لم تخن ولم تأمر بخيانة لم تغدر ولم تأمر بغدر" هكذا قال الرئيس عبدالفتاح السيسي يوم 14 ابريل 2013 عندما كان وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي وما قاله الفريق أول السيسي وقتها كان حاسماً وصارماً ونابعاً من القلب وينبض بكل صدق لذلك وصل قلوب المصريين جميعاً ووعوه كلهم وتأكدوا ان أي ابن من أبناء القوات المسلحة درس وتعلم وتخرج فيها وشارك في شرف الدفاع عن تراب مصر لايمكن أبداً ان يكون خائناً ولا قاتلاً للمصريين ولا غادراً ولا آمراً بشيء من هذا.
قواتنا المسلحة هي نحن هي مصر هي دماؤنا التي تسري في العروق هي الشرف والكرامة والكبرياء والعزة والشموخ هي التاج علي رؤوسنا جميعاً هي الدرع والسيف كما قال الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد انتصار أكتوبر العظيم.
من ذا يمكن ان يقول ان الرئيس الراحل أنور السادات ابن القوات المسلحة خان مصر؟ من ذا الذي يمكن ان يقول ان الرئيس الراحل أنور السادات ضحي بحياة جندي أو ضابط أو صف ضابط من قواتنا المسلحة عن عمد؟ من ذا الذي يقول ان الرئيس السادات لم تكن مصر هي قلبه وعقله ووجدانه وتشغل باله ليل نهار؟ من ذا الذي يمكن ان يتهم صاحب قرار العبور وصاحب انتصار أكتوبر وعودة العزة والكرامة للمصريين والعرب بأنه خائن أو غير وطني أو يطالب بحذف اسمه من التاريخ أو يحاول تهميش دوره في حرب وانتصار أكتوبر؟
بالمثل تماماً.. من ذا الذي يمكن ان يتهم الرئيس الأسبق حسني مبارك- ابن القوات المسلحة- صاحب الضربة الجوية التي فتحت باب النصر بانه خائن أو غير وطني أو لا يحب مصر ولا تسري في عروقه مسري الدماء؟ ومن ذا الذي يجرؤ علي تزييف التاريخ وتهميش دور الرئيس الأسبق حسني مبارك في حرب وانتصار أكتوبر العظيم؟
انني أكاد أكون الصحفي الوحيد في مصر الذي التقي عام 1995 أكثر من 37 طياراً ممن نفذوا الضربة الجوية الأولي في حرب أكتوبر المجيدة وسجلت حواراتي معهم في كتاب "الضربة الجوية- النسور يتكلمون" الذي صدرت منه أربع طبعات نفدت جميعها بالاضافة إلي قصة درامية واقعية علي ألسنة أصحابها من الطيارين حول نكسة 1967 وحرب الاستنزاف والتمهيد لنصر أكتوبر العظيم ثم التدريب القاسي علي الضربة الجوية وتنفيذها بنسبة نجاح بلغت 98%.
سمعت من الطيارين الـ 37 معظمهم الآن في رحاب الله- كيف كان اللواء طيار حسني مبارك حريصاً علي اللياقة البدنية والذهنية والنفسية للطيارين وكيف كان يعاملهم كأبنائه وكيف كان يمر عليهم في المطارات أثناء التدريب علي الضربة الجوية في اليوم الواحد مرتين أو ثلاث والشيء نفسه يحدث في عدة مطارات في اليوم الواحد وكيف كان يفاجئهم في القواعد الجوية بعد الفجر وقبل أول ضوء للتأكيد علي مدي جاهزيتهم واستعدادهم للمهام التدريبية وكيف كان يفاجئهم ايضاً بأسئلة من نوعية: إذا أقلعت بالطائرة من مطار كذا في اتجاه زاوية 45 درجة شمالاً في أي موقع ستكون بعد 12 دقيقة؟ "ومعروف ان الانحراف درجة واحدة من نقطة الانطلاق مع طول المسافة يبعدك عن الهدف عدة كيلو مترات" والويل للطيار الذي يخطئ في الإجابة لم يكن مبارك يؤذيه بعقاب يسيء إليه في سجله العسكري ولكن كان ينال هذا الطيار نصيباً من التوبيخ والتغريم المادي كأن يلزمه بالغداء لكل زملائه.
اللواء طيار مبارك هو من وقف في غرفة عمليات القوات الجوية مع العميد طيار- وقتها- صلاح المناوي رئيس شعبة عمليات القوات الجوية لحظة اقلاع 228 طائرة الساعة الثانية ظهراً لتنفيذ الضربة الجوية وسمعه كل من كان موجوداً بغرفة العمليات يردد بصوت خافت آية "وجعلنا من بين ايديهم سداً ومن خلفهم سداً فاغشيناهم فهم لا يبصرون" صدق الله العظيم.
مبارك الرجل العسكري لم يخن ولم يأمر بخيانة ولم يقتل ولم يأمر بقتل كما قال هو بنفسه في شهادته بالمحكمة لم يغدر ولم يأمر بغدر هذا هو حسني مبارك الذي لن يسامحنا الله ولا التاريخ إذا أهدرنا حقه كابن من أبناء القوات المسلحة أشرف مؤسسات الدولة.
أما الرئيس السيسي- ابن القوات المسلحة أيضاً- منقذ مصر من الانهيار وباعث الروح فيها بعد احتضار هو من أعاد مصر إلي مكانتها الدولية والاقليمية بعدما افتقدتها بفعل فاعلين خونة هو أيضاً قاهر الأمريكان في القرن الواحد والعشرين وكاسر شوكتهم سياسياً وعسكرياً وأحرص أبناء مصر علي مستقبلها وأمنها وأمانها وهو من أفشل ومازال يفشل مخططات اسقاط الدولة سواء من الداخل أو الخارج وهو ايضاً من سار الخير علي يديه بمشروعات لم تكن تنتهي في هذا الزمن القياسي ولا بهذه التكلفة ولا بهذه الروح لولا حب مصر الذي طغي علي الجميع كبيراً وصغيراً وهو ايضاً فاتح طاقات الأمل أمام المصريين وهو من زاد من شوكة قواتنا المسلحة وعلي يديه مال ميزان القوي في الشرق الأوسط للمرة الأولي منذ نشأة إسرائيل لصالح مصر فأصبحت الذراع المصرية أطول وأشد أقوي وأكثر ردعاً للأعداء.
هؤلاء هم أبناء مصر الذين تخرجوا في مدرستها العسكرية هم أبناء قواتنا المسلحة الذين ما عرفوا الخيانة ولا الغدر وتاريخهم العسكري مليء بالشرف والأمانة وحب الوطن وبالمثل كل جندي وضابط وصف ضابط استشهد أو مازال يخدم في موقع من المواقع دفاعاً عن تراب مصر وحفظاً لحياة المصريين.
كل عام وكل أبناء القوات المسلحة بخير. وعاشت مصر قوية أبية. عصية علي الكسر أو الانكسار.. فكل الخير في انتظار هذا الوطن بعد ثورتين مجيدتين في 25 يناير و30 يونيو ويكفينا للتأكيد علي ان هذا الوطن سينعم بالأمن والامان ليوم الدين ما قاله عنه المولي عز وجل "أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين" صدق الله العظيم.