سامى عبد الفتاح
منتخبنا.. والثقة العابرة للبطولات
اعجبني كثيراً كلام الخواجة هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني. قبل المغادرة أمس إلي الكونغو. لمواجهة منتخبها. غدا الأحد في بداية مسيرة الفريقين في الدور النهائي من التصفيات الافريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم ..2018 حيث أكد كوبر تمسكه بخطة اللعب المعتادة التي ينتهجها في كل مبارياته الافريقية.. وأنه يركز في شيئين فقط. لا ثالث لهما. وهما الوصول بالفريق إلي المونديال الروسي من خلال هذه التصفيات التي انطلقت بالفعل. وأيضا استعادة الزعامة الافريقية من خلال بطولة كأس الأمم الافريقية القادمة في الجابون مطلع العام الحالي.
وهذه الثقة نقلها كوبر إلي لاعبيه. بقوله انه علي ثقة بقدرات وامكانيات الجيل الحالي من "أحفاد الفراعنة" علي تحقيق حلم التأهل للمونديال. الغائب منذ أكثر من ربع قرن. وانه سيعود بالفوز من برازافيل.. وهذا الشلال الضخم من الثقة. جاء من كوبر. قبل أن يعلم بتعادل غانا أمس في ملعبها مع أوغندا. وهي نتيجة ايجابية جدا للفائز غدا في برازافيل.
وتطرق كوبر لنقطة فنية مهمة جدا. وهي "انه وصل إلي درجة عالية من التجانس مع لاعبيه الحاليين وبحسب كلامه. لا يعقل أن يغير لاعبيه ويدفع بمجموعة جديدة ومن يفعل ذلك لا يبحث عن الفوز أو أن يبحث عن الرضا الإعلامي.
سلاح الثقة. سلاح مهم جدا قبل المواجهات الثقيلة. والعابرة للبطولات. وبالثقة التي يستطيع المدرب ان ينقلها إلي لاعبيه. يستطيع الفريق ان يقدم في الملعب ما يفوق قدراته. وقدرات الفريق الخصم.. بالثقة تكون هناك دائما قدرات استثنائية. وغير منظورة من اللاعبين أنفسهم. إلا أن المدرب المحنك يستطيع برادار خبراته ان يلتقط هذه القدرات الاستثنائية.. والمهم في حالة مباراة الغد مع الكونغو ان يكون خطاب كوبر مع لاعبيه. مفعما بنفس المعاني التي أبداها مع وسائل الإعلام. وان يشعر اللاعبون بقيمتها التي تحرك الهمم النائمة وتفجر طاقاتها.. فهم بالفعل جيل مميز من اللاعبين الذين يمتلكون كرة حديثة تعتمد علي الجماعية. أكثر من اعتمادها علي المهارات والحلول الفردية. التي لم يعد لها الأولوية في الملاعب العالمية. إلا في حالات نادرة جدا. خاصة علي مستوي المنتخبات. التي تحشد أفضل لاعبيها من داخل الحدود ومن خارجها ليقدموا معزوفات جماعية. تذوب فيها المهارات الفردية.. والمدرب الشاطر والقوي هو الذي يستطيع ان يفرض فكره علي كل لاعبيه. ويساعدهم علي تطبيقه بدون غرور أو تعقيد. وان يكون دارسا للفريق المنافس. وقارئاً جيداً لفكر المسئولين عنه. لأن الـ 90 دقيقة المرتقبة غدا ستكون فارقة جدا لهذا الجيل من اللاعبين. رغم انها أول تسعين دقيقة في التصفيات. إلا انها اغلاها وأثمنها علي الاطلاق.. والشاطر يحسبها ويحسمها من بدري. ولا يقحم نفسه في حسابات معقدة. وأماني معلقة بأقدام الغير.. وقد عانينا كثيرا من مثل هذه الحسابات الضعيفة. والتي لا تترك لنا إلا الفشل في النهاية.. وحرام جدا أن يفشل هذا الجيل ايضا ولا نراه في المونديال. ليفرحنا ونفرح معه.