عاطف زيدان
مصانع «ع المفتاح» .. للشباب
أعجبتني بشدة فكرة الرئيس السيسي، التي طرحها مؤخرا خلال افتتاح مشروع »بشائر الخير» بالاسكندرية، بتسليم مصانع صغيرة للشباب، »ع المفتاح»، مرخصة وجاهزة للتشغيل. فقد عايشت منذ منتصف التسعينيات، معاناة الشباب في اقامة مشروعات صغيرة، سواء في تجهيز الاوراق اللازمة للترخيص، أو الضمانات المطلوبة، للحصول علي القرض، مرورا بتسويق المنتجات. ووقفت عن قرب، علي أسباب تعثر المشروعات، وتعرض الكثيرين لتهديدات السجن. وخلصت إلي حقيقة يدركها كل من اقترب من عالم المشروعات الصغيرة، مفادها أن الشباب المصري، يمتلك الطموح والرغبة في النجاح، لكنه يفتقد الاعداد النفسي والعلمي للعمل الحر، ما يجعله يتعرض للتخبط والتيه والخضة، مع أولي خطوات تشغيل مشروعه، اذا استطاع اصلا، الصمود وتحمل مطالب الاوراق التي لاتنتهي، للحصول علي التمويل. وأدرك الدكتور حسين الجمال أمين عام الصندوق الاجتماعي آنذاك، هذه الحقيقة. فبادر بانشاء ما يسمي »حاضنات الأعمال»، وهي عبارة عن مبان، يتم استضافة المشروعات الصغيرة الجديدة بها، وتقديم الرعاية والاشراف والدعم الفني والتسويقي لها مجانا، حتي تنضج ويمتلك صاحبها القدرة علي الاستقلال والخروج بمشروعه إلي المكان الخاص به، لاشعار الشاب بالأمان، وانه ليس وحده. وواكب ذلك، تنفيذ برامج بالتعاون مع الجامعات، لتأهيل الشباب نفسيا وعلميا للعمل الحر. لكن للأسف لم يكتب لهذه الافكار المبتكرة الاستمرار. وتسببت صراعات المصالح، وتوزيع المناصب علي المحاسيب، في ابعاد الدكتور الجمال، لتموت الحاضنات في مهدها. وها هو الرئيس السيسي يعيد طرح فكرة مشابهة، تشجيعا منه للشباب علي العمل الحر. فهل تتحول إلي واقع ملموس، أم تلقي نفس المصير؟!