الأهرام
أحمد موسى
توفى والدى وقصم ظهرى
عندما تلقيت خبر وفاة والدي الغالي الحاج علي موسي مساء الأربعاء الماضي أحسست أنني قد أقاوم مثل هذا الخبر الذي نزل كالصاعقة فوقي. حاولت أتمالك نفسي وتمكنت بالفعل من السيطرة علي مشاعري نحو 10 دقائق، وبعدها لا أعرف ماجري أصبت بحالة فريدة من هستيريا البكاء والذي لم ينقطع لمدة تزيد علي الساعة. الصدمة أن الرجل الذي رحل عنا كان بمثابة الحياة لأسرة تربت وتعلمت وشربت منه الشجاعة والرجولة والتسامح والعفو عند المقدرة وحل المشاكل بين الناس.

سافرت مع أفراد أسرتي الكثر الي سوهاج لحضور الجنازة ومنذ السابعة صباحا بدأت جموع المحبين تتدفق علي منزلنا، ولم يتسع السرادق الضخم للمعزين الذين توافدوا إلينا من كل حدب وصوب .. كنت أعلم مع الأشقاء أن فقيدنا محبوب ولكن لم أتصور بهذا الحجم الكبير. .. .

ومع إقامة العزاء هالني جموع المحبين من كل العوائل في بلدتنا والبلاد المجاورة ومنهم من جاء من المحافظات الأخرى خاصة أسيوط وقنا. . كنا فخورين جميعا أبناء هذا الرجل العظيم ونحن نسمع من يتحدث عنه يذكر المواقف التي تدخل فيها لحل المشكلات المستعصية ومساعدة الناس والذين يطلقون عليه صاحب الأيادي البيضاء. .

هي المرة الأولي التي اكتب فيها في هذا المكان عن أمر خاص لأن والدي رحمه الله هو صاحب الفضل بعد المولي سبحانه وتعالي لما نحن فيه من أسرة مترابطة ويلتف حولنا الاهل والأقارب، وليس لأحد فينا مشكلات خاصة بل كلنا علي كلمة سواء نعمل للوطن ولا نتردد في الدفاع عنه كل في مكانه. . هكذا تعلمنا علي أيدي من شربنا الوطنية والذي افتقده للغاية لكن ستظل ذكراه خالدة وسيرته العطرة ومواقفه تجعلني فخورا بوالدي الغالي رحمه الله. .. نعم استرد المولي سبحانه وتعالي وديعته وكل منا له ساعة محددة.. ومثلت الوفاة قصم ظهري بالفعل لكن حب الناس جعلني أكثر صلابة وعزيمة. . والدي. . أسأل الله العظيم أن يغفر لك ويدخلك فسيح جناته. . وأسأل كل من يقرأ هذا المقال أن يقرأ الفاتحة علي روح حبيبي الغالي. .. والدي وحشتني.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف