دعك من الأزمات الحادة فى السلع الأساسية الضرورية، فهى فى النهاية لن تجلب الموت، ولكن أن تطول الأزمة حياة الناس نفسها، وتحرمهم من حقهم فى الحياة، فهذا ما لا يجب أن يستمر، تحت أى ظرف عام صعب.
القضية أن سوق الدواء بعدالارتفاع الباهظ فى الاسعار، أصبحت تشهد نقصا حادا فى بعض الأدوية المهمة، التى بدونها يواجه الكثير من المرضى الموت مباشرة، أو فى أفضل الأحوال يفقدون جزءا من أبدانهم العليلة.
صحيفة «الوطن» نشرت تصريحات لمدير المركز المصرى للحق فى الدواء، كشفت عن وفاة الحالة الثالثة نتيجة نقص الأدوية، لشاب كان يعانى مرض «الهيموفيليا»، وهو مرض نزف الدم المستمر لعدم التجلط، وأن هناك ست حالات اخرى لمرضى «الهيموفيليا» تعرضوا لبتر أرجلهم خلال شهرين، بسبب نقص الحقن الخاصة بالمرض، والأخطر أن هناك 16 ألف مريض معرضون لبتر أرجلهم.
لا تقتصر الأزمة على قطع الأقدام فقط، فمرضى الأورام والفشل الكلوى لا يجدون المحاليل الطبية اللازمة للعلاج، لدرجة أن المستشفيات تستبدل مشروب «العرقسوس» بالمحاليل لإنقاذ حياتهم!
لا تملك إلا أن تتألم، وتشعر بقلق بالغ، وتتحسس قدمك، حتى ولو كنت غير مصاب بـ «الهيموفيليا»، لأن للأزمة وجهها القبيح، الذى لا يختلف عن سائر الأزمات الأخري، فهناك اقتصاد خلفي وسوق سوداء.
> فى الختام.. يسأل الشاعر مريد البرغوثى: «هل الوطن هو الدواء حقا لكل الأحزان، وهل المقيمون فيه أقل حزنا؟».