الأهرام
مرسى عطا الله
أكتوبر.. السادات يناور السوفيت (3)
عندما استدعى الرئيس أنور السادات السفير السوفيتى فى القاهرة ظهر يوم الأربعاء 3 أكتوبر عام 1973 لم يكن يخطر ببال السفير السوفيتى أنه سيستمع من السادات إلى خبر كالقنبلة !

كان الرئيس السادات يجلس فى شرفة منزله بالجيزة المطل على نيل القاهرة وبأسلوبه المعتاد فى المفاجأة بادر السادات السفير السوفيتى منهيا حيرته حول سبب الاستدعاء المفاجئ بسؤال مختصر ومحدد: هل لك أن تعرف موقف الاتحاد السوفيتى إذا قررت مصر التحرك عسكريا ضد إسرائيل واستطرد السادات قائلا إن الأمر لا يحتمل أى بطء فى الرد وعليك أن تبلغ القيادة السوفيتية بذلك وأن تأتينى برد واضح حول ما ستفعله موسكو عند حدوث ذلك... وقد حاول السفير السوفيتى أن يعرف توقيت هذا التحرك العسكرى المحتمل فأجابه الرئيس السادات بأن التاريخ لم يتحدد بعد وأن مصر لن تتحرك وحدها وإنما ستتحرك معها سوريا أيضا!

وعندما طلب السفير السوفيتى فى اليوم التالى الخميس 4 أكتوبر لقاء عاجلا أدرك الرئيس السادات أنه حقق ما أراد بتجنب معاتبة السوفيت لمصر بعد ذلك بعدم معرفتهم بنية التحرك العسكرى دون أن يخطرهم بساعة الصفر لضمان تحقيق المفاجأة الاستراتيجية والتكتيكية بل إن السادات أدرك أن السوفيت أخذوا رسالته هذه المرة على محمل الجد عندما حمل السفير السوفيتى طلبا من القيادة السوفيتية بالتصريح بهبوط 4 طائرات سوفيتية عملاقة لنقل الرعايا السوفيت.

ومساء السبت 6 أكتوبر العاشر من رمضان كانت عجلة الحرب قد دارت وبشائر العبور قد تحققت ووافق الرئيس السادات على لقاء السفير السوفيتى الذى جاء يطلب موافقة مصر على وقف إطلاق النار وكان الجواب بالرفض مع تجديد المطالبة بشحنات الأسلحة وقطع الغيار المطلوبة منذ بداية عام 1973ووافقت موسكو بعد أن أدركت أن الموازين قد تغيرت!

وغدا نطالع صفحات جديدة
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف