المصريون
طة الشريف
الجنازة حارة ..... !!
صدّر كثيرٌ من الكتاب فى عددٍ لا بأس به من الموضوعات مقتبسين فى عنونة مقالاتهم هذا المثل الشهير الجنازة حارة والميت كلب! حينما يريدون التقليل من حجم قضية ما قد حازت من الاهتمام والحفاوة ما لا تستحقه. تذكرتُ ذلك وأنا أتابع مراسم جنازة شمعون بيريز مع ما بها من مبالغة فى اظهار الحزن المصطنع والاهتمام غير العادى من كبار المشيعين من الرؤساء والملوك والأمراء وعدد من المسئولين العرب .استفزنى ما حدث فى جنازة رجلٍ سخّر حياته للإيذاء والبطش بالأبرياء العُزّل كما فعل فى عملية عناقيد الغضب ومذبحة قانا عام 1996بالجنوب اللبنانى والتى راح ضحيتها أكثر من 250 رجل وامرأة وطفل لم يشفع لهم أنهم احتموا بأحد المبانى المخصصة للمدنيين والتابعة للأمم المتحدة . وليس ذلك فحسب فشمعون بيريز على مدار حياته الطويلة الممتدة إلى 93عام فعل كل ما لا يتصوره عقل فى الكيد والخداع والايذاء ، فقد كان نائبا لبن جوريون أحد أهم مؤسسي دولة الاحتلال وموضع ثقته ، وكذلك "بيريز"كان أحد زعماء عصابات الهاجانا المسلحة التى تولت بث الرعب والفتك بالعائلات الفلسطينية ، وهو أيضا من رتّب جاهداً للعدوان الثلاثى على مصر 1956، ثم تولى وهو وزير الحرب بناء المستوطنات الإسرائيلية رغم معارضة كثير من الوزراء وعلى رأسهم رئيس الوزراء اسحاق رابين ، ثم هو من تصدى للاشراف على بناء مفاعل ديمونة بالتعاون مع فرنسا حتى سمى بأبوالبرنامج النووى الإسرائيلى. وقد اعتادت وسائل الاعلام الغربى والعربى على السواء! أن تقدمه لنا كرجل سلام استناداً إلى دوره فى محادثات النصب والخداع "أوسلو" مع اسحاق رابين بالاضافة إلى رجلهم المخلص فى السلطة الفلسطينية محمود عباس!حينما تولى رئاسة دولة الاحتلال منذ يوليو2007 وحتى يوليو 2014 فتحول حينها إلى واجهة دبلوماسية باردة لدولة العدوان فأضحى ينافس نجوم المتجمع الإسرائيلى بل والغربى ويحتفى فى ضيافته بعدد من الراقصات والمغنيات مثل شاكيرا ومادونا ! هذا غيض من فيض عن ذلك الشرير الذى أفلت بأفعاله الشنيعة من العقاب الدنيوى غير أنه لن يفلت من بطش الله عزوجل وعقابه فى الأخرة. الحقيقة أننى لم أجد أكثر من بيريزفى مراسم جنازتهلينطبق عليه ذلك المثل الشهير ، لكننى وإن كنت لا أبدي من الدهشة والحيرة لفعل قادة الغرب من رئيس أمريكا وهى أكبر حاضنة لدولة الإحتلال أو حضور ولى عهد بريطانيا مع بعض رؤساء وزراءها السابقين وهى صاحبة وعد بلفور المشئوم الذى أعطى لإسرائيل ما لا تستحقه وكان مصدر شقاء لشعب وأمة بأكملها ، كما لم أجذع لحضور رئيس فرنسا وهى الدولة الاستعمارية ذات التاريخ العفن! . لكننى حزنت لما شاهدته من حضورعدد من المسئولين العرب- ليس لثقتي فيهم-! ولكن لحمرة الخجل التى تمنيت حفاظهم عليها! ، وعلى رأسهم السيد أبومازن الذى لم يحترم ألآم شعبه وجراح المعذبين من الأسارى وذويهم مع أهات الثكالى من شعبه بل ودماء الأبرياء من الشباب والفتيات التى لم تجف حتى تاريخ الجنازة المشئومة ، وأقدَم وهو فريق عمله المبارك! إلى حضور جنازة شمعون بيريز ضاربين بكل ما سبق عرض الحائط ناسين أو متناسين ما قام به ذلك الشمعون! من جرائم فى حق الشعب الفلسطينى وهو أمرٌ لا يحتمل السكوت عليه حتى يظل مثل عباس! فى سدة السلطة الفلسطينية ردحاً من الزمن كابوساً جاثماً على صدر القضية الفلسطينية بأسرها. طه الشريف الباحث بمركز التنمية للدراسات وعضوالمكتب الاعلامي لحزب البناء والتنمية
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف