المساء
محمد غزلان
ليبيا.. الكارثة القادمة!
الوضع في سوريا وصل إلي طريق مسدود بعد تعليق المحادثات الأمريكية الروسية وقد يستمر الأمر ويصبح أكثر سوءاً خلال الأيام القليلة الماضية. إلا أن تفاقم الأحداث في حلب يجب ألا يشغل الجامعة العربية عما يحدث في ليبيا والتي يتأزم فيها الوضع يوماً بعد يوم خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب نفس الدور الذي تلعبه في سوريا. سنوات مرت والقوات الأمريكية بجلالة أمرها لم تستطع وقف تمدد داعش والعصابات الإرهابية في سوريا ونفس الأمر في ليبيا حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها كانت تعتقد أن طلعاتها الجوية فوق ليبيا ستحسم الأمر ضد داعش خلال أيام أو أسابيع. إلا أن العمليات استمرت ثلاثة شهور. مما دفع القوات الأمريكية إلي وقف هجماتها الجوية ضد داعش وتركت قوات البنيان المرصوص تحارب معركتها وحدها في سرت وما حولها وكانت النتيجة تمدد قوات داعش إلي الجنوب الغربي من ليبيا هروباً من الهجمات والضربات الجوية والغريب أنه عندما تعلن واشنطن أنها عاجزة عن حسم الوضع. يظهر الدور الفرنسي الراغب في حماية مصالحه. ظهرت المبادرة الفرنسية بما يخص سوريا ودعت باريس الأسبوع الماضي إلي عقد اجتماع في عاصمتها حول الأزمة الليبية الراهنة. متجاهلة تماماً جامعة الدول العربية والدول المحيطة أو ما يطلق عليهم دول الجوار متمثلة في مصر وتونس والجزائر. وإذا كانت الجامعة العربية تقدم قدماً وتؤخر الأخري في التعامل مع الأزمة الليبية فإن الدول العربية الثلاث التي تم ذكرها هي أصحاب المصلحة الحقيقية في استقرار الأوضاع في ليبيا وعدم تسرب قوات داعش إلي أراضيها.
وإذا كانت فرنسا قد تجاهلت دعوة أصحاب المصلحة الحقيقية في اجتماع باريس. فيجب علي دول الجوار تلك أن تعقد مؤتمراً وتتحرك علي وجه السرعة حتي لا يتحول الوضع في ليبيا إلي الوضع المشابه في سوريا والحقيقة أن حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج والقوات المسلحة الليبية أو من تبقي منها بقيادة خليفة حفتر تدرك تمام العلم أن دول الجوار تلك ليس لها مصلحة إلا في استقرار ليبيا ووحدة أراضيها ولا تطمع في غاز أو بترول أو غيره كما يفعل أصحاب النوايا المشكوك فيها.
السراج وحفتر لا تنقطع اتصالاتهما وزيارتهما لمصر وتونس والجزائر. ليؤكدا أن هذه الدول الثلاث دون غيرها من دول العالم ترغب في أن يعم السلام ربوع ليبيا وهذه الزيارات تحمل رسالة ضمنية لكل من يهمه الأمر وزيارة فايز السراج إلي الجزائر أثناء اجتماع باريس تقول للفرنسيين إنه لا يمكن استبعاد الجزائر أو إحدي دول الجوار من أي محادثات تخص الشأن الليبي. هذه الرسائل الضمنية يجب أن تتحول إلي عمل فعلي فوق الأرض وعلي الدول الثلاث أن تمارس دورها معاً وأن تنسق فيما بينها لتؤكد لباريس وواشنطن أنهم لن يتركوا ليبيا لقمة سائغة لمن تتنازعهم الأهواء والمصالح. هذه الدول الثلاث يجب أن تتحرك في إطار الجامعة العربية أو خارج إطارها حتي لا تحدث الكارثة القادمة في ليبيا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف