الجمهورية
عبد الحليم رفاعى حجازى
الهجـــــــــــــــــرة النبويــــــــــــة "3"
وقد علمتنا الهجرة أن "المرأة المسلمة" تستطيع أن تقوم بواجبها في المناسبات الملائمة.. فهذه عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما. كانت حين الهجرة تقول عائشة عن النبي وابيها "وجهزناهما احب الجهاز. صنعنا لهما سفرة في جراب. فقطعت اسماء قطعة من نطاقها. فربطت به الجراب. وقطعة اخري صيرتها عصاماً لفم القرية. فلذلك سميت اسماء ذات النطاقين: يقول أ.د. أحمد الشرباصي "تصرفت اسماء تصرفاً يدل علي الذكاء. والبراعة والاخلاص قالت: لما خرج الرسول وخرج معه أبوبكر. احتمل ماله كله معه.. فدخل علينا جدي ابوقحافة وقد ذهب بصره فقال: والله اني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه فقلت: كلا يا ابت انه ترك لنا خيراً كثيراً ثم اخذت احجاراً فوضعتها في كوة البيت. حيث كان ابوها يضع فيها ماله. ثم وضعت عليها ثوباً ثم اخذت بيده فقالت: ضع يا ابت يدك علي هذا المال فوضع يده عليه وقال: لا بأس. إن كان قد ترك لكم هذا فقد احسن وفي هذا بلاغ لكم فلا والله ما ترك لنا شيئاً. ولكني اردت أن اسكن الشيخ بذلك" ص34.
ــ وعلمتنا الهجرة أن "الشباب" اذا نشأوا منذ الصغر علي استسهال الخطر كانوا اجلاء الاثر. وطال عنهم جميل الخبر. وهذا هو علي بن ابي طالب "كان يبيت في فراش الرسول وعليه المهام التالية: وجوده في فراش الرسول سيجعل القوم يظنون أن الرسول مازال راقداً فيه. فإذا ما اصبح الصباح أو جاء الفجر وهاجموا البيت فوجئوا بهذه الخطة. وكان عليه بعد هذا أن يقوم بعمل كريم في مكة في الوقت الذي تحارب فيه الرسول والإسلام ــ عليه أن يرد الودائع التي كانت عند الرسول ثم كان عليه بعد هذا أن يلحق بالرسول في المدينة ــ ولم تكن عنده من راحلة فقطع هذه الصحاري المحرقة. فما وصل إلي قباء" علي اطراف المدينة الجنوبية إلا بعد أن تقرحت اقدامه وأرهقه الطريق الطويل.
***
والذي لا شك فيه تاريخياً "أن أول من فكر في اتخاذ نظام ثابت للتاريخ في عهد الإسلام هو سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وكان ذلك جزءاً من تنظيماتها العامة للحكومة الإسلامية. ففي السنة الثالثة من خلافته جمع وجوه الصحابة وقال لهم: إن الأموال قد كثرت وما قسمنا منها غير محدد بتاريخ ينضبط به.. ثم ناقش القوم في الأمر.
ولما كانت الهجرة حدثت في آواخر شهر صفر أو اوائل ربيع الأول وهو الرأي الراجح: فإن الصحابة قد استقروا علي الأخذ برأي عثمان رضي الله عنه بأن يؤخروا من المحرم أول السنة وهو شهر حرام.. وبذلك رجعوا نحو شهرين وجعلوا التاريخ من أول محرم هذه السنة. وكان الزمن بين الهجرة واتخاذها بدءاً للتاريخ سبعة عشر عاماً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف