الجمهورية
صلاح الحفناوى
"التربية".. واحترف الفشل!
ذكري انتصارات اكتوبر. الجنيه المنهار والارتفاع الجنوني للأسعار. المؤامرة الأمريكية علي مصر والتي شهدت فصلا جديدا بإطلاق تحذير لرعاياها من ¢تجمعات الأحد¢ والتي تحمل في طياتها رسالة اعتراف بتحرك كارتوني هزلي لثورة افتراضية في ذكري احداث ماسبيرو.. وربما تأييدا مبطنا يعكس حالة من الهستيريا تفتقر الي كياسة السياسة.. احداث واحداث تؤكد أن شريط الأخبار في دفتر أحوال المحروسة أصبح حافلا بالواقائع المثيرة للجدل.. ولكن تبقي دائما وزارة التربية والتعليم في صدارة كل المشاهد باعتبارها الوكيل الحصري للفشل.
نترك كل الاحداث الساخنة لنتوقف عند مستقبل الأبناء الذي لا نظنه سيكون مشرقا.. مع استمرار وزارة التغييب والاخفاقات المتوالية في ممارسة هواية تكريس الغيبوبة التروبوية والفشل التعليمي.
بالحسابات التربوية لوزارتنا الموقرة. فإن ضياع أسبوعين أو ثلاثة أو حتي عشرة من العام الدراسي. امر لا يستحق الالتفات. فاختصار عدة اسابيع من مسيرة الفشل لن تضيف اليه ولن تنقص منه.. واي حديث عن كارثة جديدة من كوارث التعليم يجسدها عدم تسلم الالاف من الأبناء لمعظم الكتب المدرسية حتي الان وبعد انقضاء 3 أسابيع من العام الدراسي. ما هو الا مبالغة من أعداء النجاح التربوي. وأنا منهم بالطبع شأني شأن مئات الآلاف من أولياء الأمور المقهورين المكسورين.
في مدارس اللغات التي تحتضن اكثر من ثلث طلاب التعليم العام. لم يتم تسليم كتب المواد العلمية.. الرياضيات والفيزياء والكيماء والاحياء.. واصبح العثور علي كتاب خارجي معجزة في زمن لا يعترف بالمعجزات. ولم يعد امام الطلاب سوي الاستسلام للقضاء المحتوم.
ويبدو ان وزارة التربية والتعليم فوجئت بأن مصر فيها عام دراسي وان العام الدراسي يقتضي تسليم كتب وتدريس مناهج فارتبكت وفشلت دون ان تشعر بخجل او يهتز لها جفن.. وهي محقة في ذلك بعد ان اصبح الفشل غذاء يوميا لا يستقيم العمل فيها إلا به.
امتحانات الثانوية العامة هذا العام كانت الاسوأ في التاريخ التعليمي المصري.. تسرب امتحانات واعادة مواد وفوضي عارمة وارتباك غير مسبوق.. وبقي الوزير واستمرت منظومة الفشل الوزاري.
الوزارة اعلنت الحرب علي مراكز الدروس الخصوصية فألجمتها مظاهرات اولياء الامور والطلاب في معظم المحافظات واضطرت فعليا الي اعلان الهزيمة في المعركة والانسحاب بخسائر معنوية غير مسبوقة.. لانها ببساطة لم تقدم البديل ولم تحسب العواقب.. وبرغم كل ذلك لا يزال وزير التربية والتعليم متربعا علي عرشه ولا تزال الوزارة تنعم بالنوم في العسل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف