الوفد
عباس الطرابيلى
العمل.. بعد الغناء.. والاحتفالات
أعترف أننا ـ هذا العام ـ احتفلنا جيداً بنصر أكتوبر العظيم.. وعلى كل المستويات: رسمية. وشعبية.. عسكرية ومدنية.. بل وإعلامية.. وكان واضحاً أننا نريد أن نستلهم روح هذا النصر الذى حققناه منذ 43 عاماً.. لكى نحقق نصراً جديداً، ونحن نخوض حرباً شرسة، على كل الجبهات.. فى الداخل والخارج.
حقيقة استعدنا ذكرى عظيمة. وأعدنا الى الذاكرة القومية كل الذين خططوا ورسموا.. ونفذوا لنحقق هذا النصر.. ولكننا لم نعط ـ كما يجب ـ للشعب والجانب المدنى خلال حرب 1973 ما كنا نهدف إليه هذه الأيام.. لأنه من الواضح، ونحن نشكر الذين خاضوا المعارك العسكرية كان هدفنا أيضاً أن نذكر للأجيال الحالية الدور الشعبى، المدنى خلال حرب 73 لكى نستلهم ـ الآن ـ كيف وقف الشعب المصرى وراء قواته المسلحة.. وأيضاً وراء قيادته السياسية لكى يتحقق حلم الوطن كله بالنصر والتحرير.
<< وكان أبدع ما فى هذا الدور الشعبى هو أن الكل أحس بالمسئولية.. وعاش الخطر... وكان يعلم أن تضحياته بكثير من أساسيات الحياة، أنه يحرم نفسه منها.. ليقدمها طواعية لقواته المسلحة.. لسبب أساسى هو أنه عرف أن الحرب ـ هذه المرة ـ جادة. ،أن القيادة تقول الحقيقة للناس ولا تقبلها وتقدم له الأكاذيب، كما حدث فى حرب 1967.. وعندما عرف الشعب أن الحكومة تقول له الحقيقة.. قدم كل ما يملك.
وربما كان ذلك من أهم أسباب نصر 73: الحقيقة.. وسلوك الناس.. إذ لم نسمع أيامها عن تحرش بفتاة.. أو حتى جريمة قتل أو سرقة بل تقول السجلات انه حتى انخفض معدل قضايا تعاطى المخدرات.. فهل كان ذلك حتى يظل الشعب يتابع الأحداث بوعى كامل؟!
<< وما حدث من الشعب ـ خلال حرب 73 ـ يؤكد عظمة هذا الشعب الذى «يستطيع» إذا وجد القيادة الواعية.. التى تضرب المثل. تعمل ولا تكذب. ولا حتى تتجمل.. وأعتقد أن تزايد حجم الاهتمام الإعلامى بنصر أكتوبر كان هدفه الأساسى أن نعيد تذكير الأمة بما فعله جيل 1973 أو ما قدم من تضحيات، دون انتظار لأى مكافأة من الدولة.
ويقينى أن الشعب ـ الآن ـ عرف معنى هذا الاهتمام الرسمى والإعلامى بنصر أكتوبر.. وأن الدولة تعمل بجد، فى كل المجالات.. وتابعوا معنا حجم المشروعات التى يجرى تنفيذها.. وكأن مصر كلها تسابق الزمن.. وربما كان ذلك تعبيراً عن شعار قديم ـ أيامها ـ بأننا يد تبنى.. ويد تحمل السلاح.
<< فالقوات المسلحة تواجه بحزم كل محاولات اختراق الجبهة الداخلية ليس فقط فى سيناء.. وليس فقط على الحدود الغربية، مع ليبيا حيث يخطط الأعداء ـ بعد انكماشهم فى شمال سوريا والعراق ـ لنقل المعركة الى مصر نفسها.. تماماً كما يواجه الجيش المصرى المخاطر الخارجية سواء فى شبه الجزيرة العربية، أو فى باب المندب..أو أيضاً أى مخاطر قد تأتى من الجنوب.. وحرب الشائعات التى لا ترحم.
<< وكم أتمنى ـ ومعى كل المخلصين ـ ان ننطلق جمعياً الى العمل.. ونقول لقد احتفلنا جيداً بنصر يجب ألا ننساه.. وتعالوا نحتفل بنصر قادم ان شاء الله نحلم به.. تعالوا ـ بعد أن احتفلنا ـ ننطلق الى العمل الجاد مهما كانت الصعاب والتضحيات.. ،وأيضاً الغلاء والأسعار.. والشائعات تعالوا ننطلق لنبنى وطننا الجديد بأموالنا.. وقدراتنا وتضحياتنا وتحملنا لما يمكن ان تتطلبه منا المرحلة الحالية.. هذا هو حلمنا بعد أن احتفلنا بنصر أكتوبر الكبير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف