الأخبار
صبرى غنيم
سها سليمان .. من يطرق بابها يصبح محظوظاً
هي شخصية ليست عادية لا في الشكل ولا في العقلية.. لأن الله قد أضاء وجهها بالنور ومنحها العقل المستنير فأصبحت شخصية تتمتع بالنورانية.. تحمل في يدها مفاتيح السعادة للباحثين عن مصدر للرزق.. حتي أصبحت طاقة نور لكل من يطرق بابها.. هذه هي سها سليمان الأمين العام للصندوق الاجتماعي..
- وحتي أكون منصفا: إن هذا الصندوق لا يجلس علي مقعده إلا أصحاب العقليات المستنيرة فعلا، فقد سبقت سها في أمانة الصندوق الدكتورة غادة والي والتي تعرفها مصر بصديقة الغلابة منذ أن أصبحت وزيرة التضامن الاجتماعي. وللحق نجحت الدكتورة غادة في أن تجعل من اسم الوزارة اسما علي مسمي.. نفس الشئ نجحت سها سليمان في أن تجعل من الصندوق الاجتماعي صديقا لكل من لديه طموح ويطرق بابها واضعا موهبته واستعداده في طلب قرض يُمَكّنَه من تحقيق حلمه في أن يصبح شيئا.. هي بدورها تحنو علي صاحب هذه الموهبة وتتفحص في موهبته وقدراته.. وتحدد في أي اتجاه يصلح فيه.. قد يصلح في المشاريع الصناعية بإنشاء وحدة صناعية مصغرة » نجارة.. حدادة.. كهرباء.. ميكانيكا.. سباكة.. أو احدي الصناعات الإليكترونية.. وقد يصلح في المشاريع الزراعية..المهم أن يمر في مجموعة اختبارات بغرض المساعدة وليست بغرض التعجيز. والأهم أن يخرج من عندها محظوظا بمشروع من المشاريع يتعهد الصندوق بدفع قيمة رأس المال بالكامل، ومن شروط الصندوق ألا يدفع رأس المال نقدا لصاحب المشروع بل يتولي الصندوق شراء جميع المهمات والماكينات التي يحتاجها حتي يضمن الصندوق أن هذا القرض للمشروع ولا يصرف في غرض آخر..
- من هنا توطدت العلاقة بين سها سليمان وبين المشروعات الصغيرة التي تموت عشقا فيها، كثيرون يعتبون عليها بسبب اختيارها هذا المجال مع أن فرصتها في العمل في الاستثمار أو مع المستثمرين اكبر علي اعتبار ان هذا العمل اكثر وَقَارا عن العمل في المشروعات الصغيرة، لكن »‬ سها »‬ تري أن سعادتها مع اصحاب المواهب الباحثين عن فكرة مشروع.. وكانت البداية من عام ٢٠٠٦ أي أن عمرها في هذا المجال قد دخل عامه العاشر..
- وهنا تقول »‬ سها »‬ أنا بنت البنك الأهلي المصري كنت محظوظة بأنني عشت جزءا من عمري في العصر الذهبي للبنك وقت ان كان طارق عامر رئيسا له.. وأشهد أنه أول من كان يساندني في المشروعات الصغيرة.. كان يطالبني بأن انزل إلي الشارع وكنت أدخل الأزقة والحارات أتابع المشاريع التي كان البنك يدعمها.. وكان يحرص علي تواجدي في المؤتمرات، وبعد أن استقال وجدت نفس الرعاية ونفس الحماس في خلفه هشام عكاشة الذي كان بحق نعم الرجل كرئيس للبنك وكإنسان يتفاعل مع اصحاب الموهبة وبالذات البسطاء الذين كانوا يحققون نجاحات في المشاريع الصغيرة.. وتقول سها: بعد ان اختاروني لرئاسة أمانة الصندوق الاجتماعي قررت أن أكون سندا للمرأة الريفية فأصبحت تشارك من قروض الصندوق في تنمية القرية المصرية بالمشاريع اليدوية وتربية الدواجن والعجول.. يعني بدأنا في تنمية الثروة الحيوانية..
- وتروي سها سليمان.. عن تجربتها في بني سويف فقد جمعت ٤٠٠ فلاحة ومن خلال برنامج للأمم المتحدة عن اقصر الطرق في حلب ألبان الأبقار نجحت »‬ سها »‬ في إقامة اكبر مركز تجمع للألبان تعاقدت معه شركة عالمية في صناعة الجبن والحليب والزبادي ولا تعرف مدي سعادة الفلاحات عندما تقع في أيديهن علب الزبادي لهذه الشركة العملاقة وتشعر كل واحدة بفرحتها علي أن هذا الزبادي مصنوع من اللبن المنتج بمعرفتهن..
- الذين يعرفون سها سليمان عن قرب يؤكدون أن المشاريع الصغيرة اصبحت شغلها الشاغل، يكفي أنها أقامت دورات تدريبية لكل من يتطلع إلي تنفيذ مشروع ويتردد بسبب عدم الإلمام أو عدم وجود فكرة مشروع لديه الاستعداد في تنفيذها، الدورات التي أقامتها لم تكن مقصورة علي فئات عمرية بل فتحت الأبواب لكل الأعمار لمن يريد تبني مشروعا.. أغلقت الباب في وجه كل من يطلب قرضا ولا يحمل فكرا.. اصبح الصندوق الاجتماعي بالكفاءات العاملة فيه تقدم الأفكار حسب احتياجات السوق المحلية وبالذات المنتجات التي كنا نستوردها بالعملة الصعبة ونستطيع تصنيعها محليا.. معني الكلام أن سها سليمان لا تعمل بمفردها لكنها تؤمن بالعمل الجماعي وتمد يدها مع خبراء وفريق العمل بالصندوق الاجتماعي، مالا يعرفه الناس أن العاملين في هذا الصندوق من باحثين وباحثات وموظفين وموظفات يختلفون في الشخصية عن شخصية موظف »‬ فوت علينا بكرة »‬ فهم شكل تاني في التصنيف عن موظفي الجهاز الحكومي.. من هنا حقق الصندوق نجاحات وأصبح له معارض محلية وقريبا سيحدث انفتاحا علي المعارض الدولية خارج مصر..
- سها سليمان هي صورة مشرفة في العطاء لهذا البلد، فهي تحلم بالارتقاء بالتعليم بدءا من التعليم الصناعي الذي اصبح له اكثر من أب غير شرعي وهذا هو سبب تخلفنا.. تحلم بتغير نظرة المجتمع للميكانيكي والكهربائي والسباك.. وهذا لا يأتي إلا اذا استوردنا سباكين من أوروبا.. لأنهم في الخارج يرفعون القبعات لكل حرفي، أما المصريون للأسف فلا يعترفون بأي حرفي وهذه هي مصيبتنا لأن الفقر والعنطزة هما سبب في تخلفنا.. في النهاية أقول نتمني أن تكون عندنا سها سليمان في كل موقع إنتاجي اذا كنا بنحب مصر..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف