مش ممكن يكون السيد النائب. وإن اشتهر بالعجن. ونال شهرة واسعة علي مواقع التواصل الاجتماعي لافتكاساته المتكررة. ولا هو الشهيد الذي ضحي بروحه من أجلي وأجلك. ولا هي الأم التي فقدت فلذة كبدها.. فالشهادة تاج وشرف لا ينالها إلا من كتب الله له منزلة الصديقين. وكفاه أنه يشفع في سبعين من أهله. وهناك في الجنة يري ما لا عين رأي. ولا أذن سمعت. ولا خطر علي قلب بشر.. وهو أكبر من تكريم زائل. وإن أقيمت له المهرجانات وأطلقوا فوق مقبرته واحد وعشرين طلقة.
أنا وأنت وغيرنا من نحتاج فعلاً إلي تصويبها إلي سويداء قلوبنا. أتدرون لماذا؟!.. لأننا مازلنا نمسك بالعصي من المنتصف. ونجلس في مواقع المشاهدين لننتظر آخر فصول المسرحية. إن قامت البلاد من كبوتها قلنا نحن من ضحينا وقدمنا دون انتظار.. وإن انهارت قلنا ألم نقل لكم إنهم بشحومهم من أضاعوها وأسقطوها.. شخصية العام وكل الأعوام هم أطفال الشوارع. وقد تركناهم بالمئات. بل والآلاف ليلقوا مصيرهم المؤلم. لم يفكر أحدنا في انتشالهم وحمايتهم من شرور أنفسهم وعوامل الزمن التي لا ترحم الضعفاء. شخصية العام هي الأرملة التي رفضت ترك أولادها لتعيش في أحضان رجل آخر.. وآثرت أن تجاهد وتناضل من أجل صنع مستقبل آمن لهم.. شخصية العام هو هذا الرجل الذي ضحكت له الدنيا. ثم سرعان ما تهاوت قدماه إلي الوحل. إلا أنه كان صاحب ررادة وعزيمة. فعاد إلي سيرته الأولي. وأصبح مضرباً للأمثال ونموذجاً يُحتَذي به.. شخصية العام هي الأم المكلومة التي تركها أولادها دون زاد. وهي تلاطم الأمواج وحدها. وتنظر لقيمات من هذا وذاك.. شخصية العام هو هذا الأب الذي يعاني شظف العيش. وقلة الزاد. ويعمل ليلاً ونهاراً. ويجاهد ويثابر من أجل تربية أولاده علي الحلال. ويغرس فيهم كل القيم النبيلة.. شخصية العام هو التلميذ الصغير الذي استشعر حاجة الأب إلي المساعدة. فراح يعمل بعد انتهاء اليوم الدراسي حتي لا يقف في طابور المشردين. وليكون عوناً لأهله علي عبور الأيام والليالي.. شخصية العام هُم وهُن. الذين يفتقرون إلي الزاد. وسُددت في وجوههم كل الأبواب إلا أنهم لا يسألون الناس إلحافاً.