عبد الرحمن فهمى
هل الدنيا غدارة لهذا الحد
أتوقف اليوم عن الكتابة عن جريدة "المساء" من أجل المشاركة في فرحة أمل ظهر في سماء الكرة.. أمل الوصول إلي نهائيات مونديال روسيا ..2018 فحينما تكون ضربة البداية بثلاث نقاط ليس فقط بشري خير بل ايضا حافز للاستمرار في حصد النقاط لتحقيق حلم شعبي ينتظره كل الناس منذ مدة طويلة جداً.
ما احوجنا هذه الأيام للأفراح.. ويارب تكون بشري خير ايضا لنادي الزمالك وهو يقابل النادي الجنوب افريقي العنيد "صن داونز" "ترجمته "شمس الجنوب" يوم السبت المقبل.
كان فريقنا رائعاً بدرجة أنه أسكت وأخرس 60 ألف متفرج كانوا في منتهي الحماس والهتاف خاصة بعد تقدم فريقهم بهدف.. ولكن العرض الذي قدمه فريقنا والفرص الضائعة وتواجد مهاجمينا معظم الوقت أمام مرمي الخصم أذهل الجماهير.. كل لاعبينا كانوا علي مستوي فني وبدني وذهني مرتفع.. ولكني أريد أن أحيي "الخال" عصام الحضري "المتحمس"!!
وأقول له: أنت ياشين روسيا ويحيي الحرية إمام والد حمادة إمام الذي حرس مرمي الزمالك ومصر هو وياشين حتي سن الخمسين.. ولم يعلن يحيي الحرية اعتزاله إلا بعد أن أصبح ابنه حمادة نجماً وقال له أصدقاؤه:
- أنت منتظر أن أبنك يحرز فيك دستة أهداف في التمرين ويضحك عليك الأعضاء؟؟.. اعتزل واحترم نفسك!! وقد كان.
ہہہ
عادل هيكل.. حارس مرمي مصر والنادي الأهلي سنوات طويلة يرقد الآن في مستشفي السلام الدولي بالمعادي.. في العناية المركزة.. لثاني مرة خلال الشهرين الماضيين.. كان قد أصيب باضطرابات في القلب منذ أكثر من شهرين وتم نقله بسرعة إلي أقرب مستشفي "السلام الدولي" وبعد فترة تحسنت ضربات القلب وخرج من المستشفي بعد أن دفع أكثر من ثلاثين ألف جنيه!!
ونسأله: ألم يقف بجانبك اتحاد الكرة الذي حرست مرماه بالتناوب مع عبدالجليل حميدة أطول فترة لحراس المرمي المصريين.. ولا النادي الأهلي الذي قضيت طول عمرك فيه.. حتي حينما خطفك الزمالك واخفاك في عزبة أبورجيلة وأضربت عن الطعام والشراب فاعادوك للأهلي وقلت للصحف: لن ألعب إلا للأهلي ما حييت.. ثم أنت قضيت عمرك العملي موظفاً في المجلس الأعلي للشباب والرياضة ثم الوزارة حتي وصلت إلي وكيل وزارة.. أين كل هؤلاء.. فقال بأسي وحزن: ماذا تنتظر من ناس لم ترفع السماعة وتسأل عني؟!
الآن.. عاود الألم إلي القلب الكبير الذي أحب الناس والحجر والمستديرة.. أحب النادي والمنتخب والاعضاء حتي الكرة التي كان يحتضنها علي صدره... نسي الناس صمودك أمام قذائف "ايزبيو" البرتغالي أحسن مهاجم في هذه الفترة.. وهي المباراة التي كتبت عنها الصحف والمجلات الرياضية العالمية.. ياه يا دنيا.. هل أنت يا دنيا غدارة إلي هذا الحد؟!