الأهرام
مرسى عطا الله
أكتوبر.. مكالمة مبارك وفهمى (5)
عند الساعة الثانية ظهر السادس من أكتوبر كانت الجبهة المصرية على ضفتى القناة فى حالة هدوء بعد أن اشتدت حرارة الشمس ولجأ الجنود الإسرائيليون إلى مواقعهم الحصينة المكيفة تجنبا لشدة الحرارة بينما استلقى غالبية الجنود المصريين على ظهورهم فى أحاديث متبادلة لتمضية صوم اليوم العاشر من رمضان... وفجأة وبعد 5 دقائق فقط انكسرت حالة الصمت والهدوء وتطلع الجنود المصريون فى فرح نحو السماء.

220 طائرة مصرية أو أزيد قليلا انطلقت من مرابضها فى عدد كبير من القواعد الجوية المصرية واتجهت صوب سيناء تقصف بعنف وبلا هوادة مجموعة من الأهداف الحيوية الإسرائيلية على امتداد شبه الجزيرة كلها مستهدفة عددا كبيرا من المواقع الرئيسية مثل مطارات المليز وبير تمادا وشرم الشيخ ومركز القيادة والسيطرة فى أم مرجم ومركز الإعاقة والشوشرة الإلكترونية فى أم خشيب ومركز القيادة المتقدم فى متلا ومجموعة من محطات الرادار المنتشرة من العريش شمالا وحتى أبورديس جنوبا والمنطقة الحصينة القوية فى قطاع شرق بور فؤاد.

وبينما كانت الطائرات القاذفة المقاتلة قد تمكنت بنجاح بالغ من ركوب أهدافها واختراق شبكة الدفاع الجوى الإسرائيلية الممتدة فى سيناء بدأت أكثر من 2000 وحدة مدفعية هديرا على طول المواجهة يساندها لواء كامل من صواريخ أرض ــ أرض التكتيكية بعيدة المدى.

وكان صوت القذف المدفعى بالغ العنف إلى الحد الذى تلاشى فيه صوت الطائرات المصرية وهى تعبر القناة من الشرق إلى الغرب عائدة إلى قواعدها بعد أن أتمت مهامها.

وعندما عادت الطائرات المصرية إلى قواعدها تبادل اللواء محمد حسنى مبارك قائد القوات الجوية التهنئة مع اللواء محمد على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى وبعد المكالمة مباشرة تلقت وحدات الدفاع الجوى فى غابة الصواريخ المصرية إشارة برفع القيود التى كانت مفروضة عليها والاستعداد للتعامل فورا مع أى طائرات تظهر فى السماء المصرية.

ووسط هذا الشريط المتلاحق من الأحداث كانت طلائع من رجال الصاعقة المصرية قد عبرت قناة السويس وبدأت فى فتح الثغرات فى حقول الألغام بينما أخذت الدبابات البرمائية تشق طريقها عبر البحيرات المرة.

وغدا نطالع صفحات جديدة
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف