سامى عبد الفتاح
40 سنة من 60 عاماً مع "المساء"
قبل 40 سنة بدأت مشواري مع الصحافة الرياضية بدعوة مباشرة من استاذنا الراحل حمدي النحاس. وكان في وقتها يرأس تحرير "الكورة والملاعب" مع رئاسته للقسم الرياضي في جريدة "المساء". وعن طريق صديقي وزميلي ودفعتي فايز عبدالهادي أحد فرسان النقد الرياضي في كل الوطن العربي جاء بي - رغم أنفي - إلي الأستاذ حمدي بعد تخرجنا في كلية الإعلام "الدفعة الثانية" كي اعمل في "الكورة" و"المساء" معا.. رغم أنني كنت أعد نفسي للعمل كمحرر سياسي أو في التحقيقات وقضايا المجتمع في هذه الفترة النشطة جداً من تاريخ مصر في منتصف السبعينيات أو بعد معركة النصر في 6 أكتوبر 1973. وطاوعت نفسي وذهبنا مع زميلي فايز لمقابلة الأستاذ حمدي النحاس ربما لعشقي للرياضة وممارستي لعدة لعبات.. ووجدت مع استاذنا استقبالا وتشجيعا فاق تصوري.. وبين ليلة وضحاها وجدت نفسي محرراً رياضيا انفرد له مساحات واحيانا صفحة كاملة خاصة في سلسلة "نجوم زمان" التي كنت أحررها أسبوعيا ورغم تخرجي في كلية الإعلام مع قمم الصحافة المصرية أمثال جلال الحمامصي وأنيس منصور وإبراهيم امام.. إلا أنني وجدت نفسي في مدرسة اسمها "المساء" مدرسة خاصة جداً في فنون الصحافة بجرأتها وتنوعها وقربها من قلب وعقل القاريء.. ورغم مروري في بداياتي بعدة محطات صحفية أخري إلا أن غيبتي لم تطل كثيرا خاصة بعد ما دخلت "المساء" في عهدها الذهبي مع استاذنا سمير رجب لينطلق بها إلي آفاق بعيدة ومضيئة.. فكنت أحد فرسان هذا العصر مع الاستاذ الراحل عبدالفضيل طه وسمير عبدالعظيم ومحمد مجاهد.. ويوما بعد يوم كنت أشعر بفخر الانتماء لهذه المدرسة خاصة في القسم الرياضي الذي خرج منه رؤساء تحرير ومدراء تحرير وفرسان أقوياء في الصحافة الرياضية العربية ومازال شعور الفخر يصاحبني بعد 40 سنة في جريدتنا مع زملاء من اجيال عدة وقيادات جديدة شابة تصل الليل بالنهار لتكون "المساء" علي مستوي ثقة قارئها بها رغم المتغيرات التي تحاصر الصحافة المكتوبة إلا أن "المساء" تبقي بأنفاسها القوية رغم بلوغها "الستين" لتكون كبيرة بين الكبار وشابة مع الشباب.. مدرسة لها ضوابطها المهنية العريقة في صفحات الرياضة أو غيرها تخدم القاريء وتحترم عقله وتتجاذب مع فكره وآرائه.. وسنبقي علي العهد دائما.