الأهرام
اشرف مفيد
كان الله فى العون !
استوقفتنى وأصابتنى بالدهشة كمية المشكلات الحياتية والأزمات التى تحيطنا من كل الاتجاهات ، وسبب تلك الدهشة أن الدولة تتعامل معها
وكأنها وليدة اللحظة ، ولن أكون مبالغاً إن قلت إن الدولة نفسها هى التى منحت لتلك المقدمات من القوة ما جعلتها تنمو وتكبر يوما بعد الآخر حتى تضخمت وصارت نتائجها على هذا النحو من التوحش والجبروت، فالاسعار لم ترتفع بهذا الشكل من تلقاء نفسها لأن الدولة حينما تركت “الحبل على الغارب” لأصحاب المصالح قاموا باستغلال «ضعفها” أسوأ استغلال فكان طبيعياً أن نجد أنفسنا غارقين فى وحل الارتفاع الجنونى فى الأسعار الذى أصبح يشكل تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار المجتمعي.. والمشكلة أن عفريت الأسعار ليس الوحيد الذى طلع لنا ، فعلى المستوى الخارجى حدث ولا حرج ، أزمات ومشاكل هنا وهناك وكأنها عصابة من العفاريت خرجت علينا من “بلاعة” واحدة يمتلكها ويدير شئونها ابليس شخصياً ، فها هى أزمة جديدة مع اثيوبيا تلوح فى الأفق وذلك بالتزامن مع محاولات فاشلة تستهدف خلق أزمة مع السودان وأخرى لإحداث شرخ فى العلاقات القديمة والاستراتيجية مع روسيا و من جهة أخرى نجد النقر و”بخبث شديد” على جدار علاقة الأخوة مع الأشقاء بالمملكة العربية السعودية ، وذلك سط حالة من التوتر تسود العلاقات التى هى أصلا غير مستقرة بيننا وبين الولايات المتحدة الأمريكية ، مع تذبذب ملحوظ فى العلاقات مع بعض الدول الأوروبية . واللافت للنظر أن مجرد التفكير فى هذا الكم من المشاكل والأزمات كفيل بأن يصيب أى منا بصداع مزمن ، فما بالنا بحال القيادة السياسية المطلوب منها التعامل مع كل تلك «اللخبطة» السياسية بحكمة بالغة .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف