سوف أحكى لكم ما شهدته بعينى.. ذهبت إلى الريف نهاية الأسبوع الماضى.. قابلت أم رضا وهى جدة تعول عائلة كبيرة..
ابنها البكرى رضا ذهب للعمل فى الأردن.. الأسبوع الماضى قام رضا بتحويل ألف دولار.. طلبت أم رضا من زوجها المسن الذى لا تقوى رجلاه على حمل جسده أن يسافر إلى مركز السنبلاوين بالتوك توك لصرف الألف دولار من البنك.. عاد الجد عاطف يجر أذيال الخيبة.. ماذا حدث ؟ البنك قال للجد عاطف سوف نعطيك ٨٠٠ جنيه مصرى وكسور.. عاطف رفض لأنه ليس ساذجا.. هو يريد الألف دولار .. اتصل بزوجته فطلبت منه العودة بدون أن يقبض التحويل.. اتصلوا برضا فى الاردن فطلب منهم عدم صرف الحوالة لأنه سيطلب استعادتها.. هنا إنهارت أم رضا وبدأت فى البكاء لأنها لن تتمكن من تدبير احتياجات الأبناء والاحفاد .
هنا خسرت مصر التحويل بالعملة الصعبة وبالتالى تراجعت تحويلات المصريين فى الخارج بسبب السياسة المصرفية وبدأنا كلنا نلطم لتراجع التحويلات . للعلم تراجعت تحويلات المصريين بالخارج لتصل إلى ١٢٫٤ مليار دولار مقارنة بـ ١٨٫٤ مليار دولار خلال العام المالى ٢٠١١/٢٠١٢ وفقا لتقرير البنك المركزى أما وفقا للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فقد تراجعت تحويلات العاملين المصريين بالخارج خلال الربع الثالث من عام ٢٠١٥/٢٠١٦ لتبلغ ٤٫٢ مليار دولار مقابل ٤٫٩ مليار دولار خلال نفس الفترة من عام ٢٠١٤/٢٠١٥ .
ماذا كسبت مصر ولماذا يفشل الجهاز المصرفى فى جذب مدخرات المصريين؟ ولماذا لا يتمتع بالمرونة اللازمة لماذا لا تذهب وفود مصرفية تقنع المصريين وتطمئنهم وتشترى الدولار منهم بأعلى سعر ممكن؟