الجمهورية
خالد عبد العزيز
مجلس النواب ومنتخب مصر!
تصادف ان يلتقي المنتخب الوطني لكرة القدم في اولي مبارياته في المرحلة الاخيرة من تصفيات كأس العالم روسيا 2018 مع منتخب الكونغو يوم الاحد الماضي 9 أكتوبر مع الاحتفال الكبير الذي ينظمه البرلمان المصري بمناسبة مرور 150 عاماً علي بدء الحياة النيابية في مصر عام 1866 في عهد الخديوي اسماعيل وبمشاركة البرلمان الافريقي والعربي علي ارض مدينة السلام في شرم الشيخ والذي شرفه بالحضور في جلسته الافتتاحية السيد رئيس الجمهورية.
وقد كان ضمن برنامج الجلسة الافتتاحية عرض فيلم تاريخي عن الحياة النيابية في مصر مدته 20 دقيقة ظهر فيه تاريخ الكفاح الوطني لشعب مصر في ثورة عام 1919 وثورة يوليو 1952 ويناير 2011 ويونيو 2013 وهي اللقطات التي شعرت معها بالفخر بأنني أحد أبناء هذا الشعب العريق واحد مواطني هذا البلد العظيم وكيف كان شباب مصر في طليعة هذا الكفاح وكيف كانوا دائماً يتصدرون المشهد حين تلم بنا الملمات.
ووسط هذا الإحساس الوطني . بدأت أيضاً أشعر بقلق شديد علي المنتخب المصري الذي كان سيخوض بعد عدة ساعات مباراته الهامة وبدأت أتخيل كيف سيكون الحديث بعد المباراة خصوصاً أن ضمن البرنامج وبعد انتهاء المباراة مباشرة الاحتفال الذي تنظمه دار الأوبرا المصرية برئاسة المتألقة دائماً الدكتورة إيناس عبدالدايم وسنلتقي فيه مع جميع السادة النواب وضيوف المؤتمر والشباب المصري الرائع المشرف علي التنظيم وشبابنا من رجال الأمن الذين أدوا دوراً رائعاً في إنجاح هذا المؤتمر.
مع بداية المباراة بدأ القلق يزول تدريجياً وهذا أمر طبيعي في المباريات الكبري ثم بدأ يزداد قليلاً مع إضاعة فرصتين لصلاح وتريزيجيه وصل إلي درجة كبيرة جداً مع تسجيل الكونغو لهدف مباغت ومرت أمام عيني ذكريات لمباريات سابقة لم نحقق ما كنا نتمناه منها وكيف خرج المنتخب علي إثرها من بطولات كبري . وكيف سيكون حديث الإعلام المصري مساء اليوم في حالة الهزيمة لا قدر الله.
ومع تسجيل صلاح لهدف رائع من كرة متقنة لعبد الشافي قبل نهاية الشوط الأول بدقائق تفاءلت جداً بالتوقيت وطريقة تسجيل الهدف . وسعدت أيما سعادة مع هدف "السعيد" عبدالله بتمريرة سحرية من صلاح وتمنيت أن تنتهي المباراة بعد هذا الهدف مباشرة وتنفسنا الصعداء أنا وبعض زملائي الوزراء حيث كنا نشاهد المباراة معاً بعد انقاذ الحضري وخط الدفاع لهجمة خطيرة لمنتخب الكونغو قبل النهاية بحوالي ربع ساعة وشعرت أن الفوز يقترب . ومع صافرة الحكم معلناً فوز مصر كانت بحق فرحة غامرة ومعي كل من شاهد المباراة وأصبح اليوم يوم عيد حقيقي وطني وسياسي ورياضي وكانت كلمة "مبروك يا باشمهندس" تطربني وكأنها صوت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم.
وفي الاحتفال المسائي كانت الأغاني الوطنية تتناسب تماماً مع حالة البهجة والفرحة الغامرة التي شملتنا جميعاً واستمتعنا بنشيد الحرية لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وموسيقي "اعدام ميت" للعالمي عمر خيرت وأغنية "قوم يا مصري" لخالد الذكر الشيخ سيد درويش واختتمنا بأشعار شاعر النيل حافظ إبراهيم وبإلقاء الفنان أحمد ماهر.
- كم ذا يكابد عاشق ويلاقي ... في حب مصر كثيرة العشاق
- إني لأحمل في هواك صبابة... يا مصر قد خرجت عن الأطواق
فعلاً "حب مصر" شئ عظيم جداً وممتع جداً ومريح جداً ... تحيا مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف