فيتو
د / حمدى هاشم
ويبقى حكم التاريخ
رميت حجيرًا على صفحتي في (فيس بوك) فتطايرت شظاياه وعاد بمعاتبات خاصة من كثيرين يعرفونني، وكان مقصدي الفصل في الحكم على الأخلاق حين انهمرت دموع شيخ العلماء (إبراهيم بدران) من مسلك الدكتور أحمد زويل (رحمه الله) في قضية جامعة النيل، واسترجاع فانتازيا العلم والسياسة منذ ما يزيد على عشرين سنة في عقر دار العدو الإسرائيلي وبعدها جائزة نوبل بست سنوات، واتفاقية السلام بين القاهرة والقدس وتحفظ الإدارة الأمريكية على مستوى العلوم الحساسة وتكنولوجياتها والأبحاث العسكرية المتقدمة لصالح إسرائيل.

وتغض أمريكا الطرف عن ممارسة إسرائيل قرصنة علمية ممنهجة على طرفيات الشبكة المركزية الدولية للأبحاث الأمريكية، وذلك من تركيبة عرقية عنصرية زرعها (ألبرت آينشتين) بامتياز دشنت نافذة الولوج في الفضاء الإلكتروني، وكذلك تتويج الاقتصاديين اليهود للدولار على العملات الأخرى دون منافس وغير ذلك من الخبايا والأسرار، فليس بعد ذلك بغريب أن تتربع الدولة العبرية على منصة اللص الرسمي لأجنة الأبحاث العلمية في العالم.

وقد حاولت إسرائيل سرقة أبحاث من علماء بالمركز القومي للبحوث بوسائل جهنمية، بل نزع مخرب علمي مأجور بمشرط حاد معاد لاتهامه في أوراق بعينها من أمهات الكتب في علوم وتقنيات الطاقة الذرية بالمكتبة المركزية، وهذه لا تخرج عن كونها روايات شفاهية.

ولا أعلن سرًا من قراءتي التخيلية لخبر وجود الدكتور زويل في حيفا (1993) ومهمة تطوير منظومة صواريخ عسكرية؛ لأن الرجل متخصص في تطبيقات الليزر في تصوير زمن تلاحم الذرات في المجال البيولوجي وليس العسكري، فقد تكون إقامة جبرية مدفوعة الأجر لحساب مقتضيات الأمن القومي الإسرائيلي في استكمال أبحاث جارية (باي باص) وتحقيق نتائج عملية وميدانية لأغراض متعددة تطبق في نطاق ومحيط دولة إسرائيل قبل أمريكا، وذلك تحت غطاء حفل تسلمه (جائزة وولف) من يد الرئيس السابع (عزرا وايزمان)، وتأكيد كتابة التقرير الوطني ومقدمة الأعمال الجليلة لحصوله على جائزة نوبل في الكيمياء (1999).

وهناك مقاربة ذكرها زويل في ذلك المحفل اليهودي بين تعايش وتآلف وتجاذب الجزيئات والذرات، والطبيعي أن تكون العلاقة كذلك بين إسرائيل والشعوب العربية، ولا ينسى التاريخ قتلا لعلماء الممنهج في مجال الذرة بمصر وغيرهم من الدول العربية وكذلك من إيران والفاعل معلوم مجهول، وليس للدكتور زويل يد في الأمر لنقل براءة اختراعاته ومعها التقنيات السرية لبناء قوة الردع العلمية عند الشعوب والدول الأخرى المناهضة للنظام العالمي الجديد.

وكشف موقع "ويكيلكس" عن دور الإدارة الأمريكية واستخدام زويل كمبعوث علمي في مصر ومنطقة الشرق الأوسط لتسخير الموارد المالية وعقول الباحثين فيها لخدمة مشاريع البحث العلمي والتكنولوجية الأمريكية، وذلك يعزز تجنيد القوة الناعمة لمشروع الشرق الأوسط الجديد والتمكين الجغرافي والعسكري والتكنولوجي لإسرائيل وإنجاح العملية القسرية الافتراضية لنقل قلب مصر لها لإدارة هذه المنطقة الجغرافية المهمة من العالم لصالح أمريكا وحلفائها.

نعود لمنشور فيس بوك وعدم تحمل الناس للرؤية النقدية عند الموت، وتقييم تجربة الدكتور مجدي يعقوب البريطاني الجنسية في خدمة الوطن، وتأجيل الحكم على شخصية زويل حتى كتابة تاريخ البحث العلمي في مصر ومسيرته وموقف الولايات المتحدة الأمريكية من توظيف علماء وخبراء دول العالم الثالث لمنعهم من نقل نتاجهم العلمي لبلادهم، واستعراض رفض العلماء وقبولهم البقاء في أمريكا وما حدث لهم.

وكذلك حقيقة جائزة نوبل والتي لا تمنح إلا لكل معاد للشيوعية في زمانها أو مؤيد للصهيونية ومشروعها وأيضا للنظام العالمي الجديد الذي يسعى لتفكيك الوطن إلى عدة دويلات طائفية حتى لو جاء هذا التأييد في شكل رواية أو دراسة فكرية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف