أحمد معوض
كلمة ونصف .. مصري يشجع الكونغو!
"واحد مصري.. هيشجع إيه؟! نيجيريا طبعا". الجملة السابقة كانت في سياق حوار كوميدي شهير من فيلم "ظرف طارق" للفنان أحمد حلمي وجاءت علي لسان الفنان محمد شرف.
لم اتخيل لحظة أن تخرج مثل هذه الجملة في غير هذا السياق الكوميدي الساخر. لم يعبر إلي ذهني ذات يوم أن يفقد المصري انتماءه للوطن وعلم بلاده. لأي سبب من الأسباب.
كنت أشاهد مباراة نادي الزمالك ـ ممثل مصر في بطولة أفريقيا لأبطال الدوري ـ أمام فريق الوداد المغربي. في صالة كبيرة داخل أحد الأندية. وفجأة علا التهليل مع هدف للفريق المغربي داخل شباك الفريق المصري. ومع كل هدف للوداد كانت تتعالي الصيحات. وكأني كنت أشاهد المباراة في الدار البيضاء!
لا يوجد مشكلة. أعلم أن هناك مشجعين أهلاوية لديهم استعداد لمساندة أي فريق يلعب ضد الزمالك حتي لو من إسرائيل.
الكارثة الكبري. والصدمة العنيفة التي تلقيتها. كانت خلال مباراة المنتخب الوطني المصري أمام منتخب الكونغو في التصفيات المؤهلة لكأس العالم. حيث كنت أشاهد المباراة علي أحد المقاهي. ووجدت بين الجالسين بجواري مصريين يشجعون الكونغو!
أبدا.. والله ليست نكته. وليست مشهدا في فيلم كوميدي. إنما حقيقة رأيتها بعيني وسمعتها بأذني. مصريون يريدون الهزيمة لمصر في مباراة لكرة القدم. فلا استبعد مطلقا أن من بينهم الذي قد يتمني هزيمة مصر في حرب مع عدو. علي أمل لايزال يراوده بأن "مرسي راجع"!
وتشاء الظروف. أن في الأسبوع نفسه. تظهر أزمة الوقود السعودي. وإعلان شركة آرامكو السعودية وقف أو تأجيل إمداد مصر بالوقود. وبين تأكيد الخبر أو نفيه. ظهرت نفوس شامتة. وقلوب حاقدة. ووجوه كشرة. وكشفت عن نواياها الخبيثة. بالتهليل بهدف سعودي في مرمي الشباك المصرية. ولكن هيهات.
أيها الأوغاد المستترين خلف الذرة. سحقا لكم ولنواياكم الخبيثة. قلناها ونكررها: "مصر لن تركع ولن تجوع.. مصر تمرض ولكن أبدا لن تموت".
موتوا بغيظكم.. ومرسي مش راجع.