المساء
أحمد سليمان
في حب مصر .. الآن الآن.. وليس غداً


التطور السريع والخطير للأزمة العابرة بين مصر والسعودية عقب تصويت مصر علي القرارين الفرنسي والروسي بشأن سوريا في مجلس الأمن يستدعي التدخل الآن وليس غداً من حكيمي البلدين الرئيس عبدالفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. حتي لا تزداد هوة الخلاف ويصبح الباب مفتوحاً علي مصراعيه لألاعيب الخونة والمتآمرين الذين ينتظرون هذه الفرصة بفارغ الصبر للانقضاض علي البلدين معاً مصر والسعودية.
مساحة الهجوم والهجوم المضاد اتسعت ليس بين المواطنين في البلدين ممن لا يعون خطورة ما يصنعون ولكن بين الإعلاميين في الجانبين. ووصلت لدرجة المعايرة والشتائم والإساءة لكل ما هو جميل في الجانبين.
وسائل التواصل الاجتماعي اشتعلت وكلما مر الوقت دون إطفاء هذه الفتنة تزداد الأمور اشتعالاً. وما يمكن حله "باليدين" الآن لن يمكن حله "بالأسنان" غداً كما يقول المثل العامي المصري.
أعتقد أن المسئولين في البلدين يعرفون تماماً وليسوا في حاجة لتوجيه نصائح لهم بخطورة الموقف وأن ترك الوقت يمر ليس في مصلحة البلدين الشقيقين. فبالأمس كنا نرحب ونبارك العلاقات الوطيدة بين مصر والسعودية ونؤكد أنهما آخر ما تبقي من قوة عسكرية وسياسية لدي العرب نواجه بها المؤامرات التي تحاك بالأمة. وسعدنا بما آلت إليه الأمور بين البلدين بعد فترة من الشك والريبة عقب تولي خادم الحرمين الملك سلمان مقاليد الحكم في المملكة. ولكن جاءت الزيارة الكريمة من خادم الحرمين لمصر لتقطع ألسنة المتآمرين ولتؤكد أن مصر والسعودية جسد واحد. لا يقبل الانقسام ولا التقسيم. وأن أية مؤامرات سوف تتهاوي وتندحر أمام الإصرار المصري السعودي علي مواجهة الصعاب التي يحمل الرئيس السيسي والملك سلمان أمانة مواجهتها ليس لصالح شعبي البلدين ولكن لصالح الأمة العربية. بل والعالم أجمع.
كلنا يتابع الأحداث في منطقة الشرق الأوسط التي علي وشك الانفجار وتنتظر إطلاق الرصاصة الأولي للحرب العالمية الثالثة بين القوي العظمي التي جاءت تحارب بعضها علي الأرض العربية. ولا يخفي علي أحد أطماعها. وتكفي حالة التشريد والضياع التي تعيشها شعوب سوريا وليبيا واليمن والعراق ولبنان بعد أن نفذ فيها المستعمرون مخططاتهم. ولن يهدأ لهم بال إلا بسقوط أكبر وآخر دولتين عربيتين يمكن أن تمنعا مخططات التقسيم للوطن العربي.
تباين الموقفين المصري والسعودي من الأزمة السورية ليس بجديد ومعروف للجميع. فالجانب المصري يري أنه لا حل للأزمة السورية سوي بالطريق السياسي دون إسقاط جيش وكيان الدولة السورية .ثم يتم تغيير السلطة عن طريق الانتخابات. أما الموقف السعودي فيري ضرورة إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة. وليس خافيا الدعم الذي تلقاه المعارضة السورية من السعودية وقطر بهذا الخصوص.
إذاً الموقف المصري من قرارات مجلس الأمن لم يكن غريباً علي الأشقاء في المملكة السعودية. كما أن تصويت مصر بالموافقة علي القرار الروسي بشأن سوريا لم يكن مؤثراً. لأن القرار الروسي لم يحظ إلا بموافقة أربع دول فقط هي روسيا ومصر والصين وفنزويلا في حين لم توافق عليه اثنتا عشرة دولة. فماذا كان سيصبح الوضع لو كان الموقف المصري مؤثراً وتمت الموافقة علي القرار الروسي بأغلبية تسعة أصوات وهو الحد الأدني لتمرير أي مشروع قانون؟
الأحداث تتسارع. والتجاوزات من البعض في الجانبين تتزايد. وصوت العقل صامت. وإذا لم يتدخل صوت العقل في هذا التوقيت الحرج فإن الكلمة العليا ستكون لصوت الجنون الذي سيكون هو رصاصة الرحمة التي ستقضي علي آخر ما تبقي من الأمة العربية.
إنني واثق تمام الثقة بأن قيادتي البلدين لن تسمحا لهذه الأزمة العابرة بأن تنال من صلات الحب والمودة والإخاء بين الشعبين في مصر والسعودية. ولن تتركا الفرصة لأعداء البلدين والشامتين لينتهزوها.
رجاءً.. تحركوا الآن الآن.. وليس غداً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف