القرار الذي اتخذه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بتحديد نسبة من صناديق النذور بالمساجد لتكون ملابس وكشاكيل وأقلام ومقاعد للتلاميذ في مدارس بحاجة اليها هو قرار حكيم يستحق الاشادة به.
القرار خطوة في عودة الأوقاف إلي مكانتها حيث كانت ملجأ المحتاجين وكذلك المتصدقين.
يبدو أن هذه الخطوة تأتي في اطار منهج معد وخطة واعية حيث سبقها قيام الوزارة بتقبل صكوك الأضاحي لتوزيع لحومها علي المستحقين بالتعاون مع وزارة التموين أي الجهة المنوط بها مثل هذه الخدمة وكانت المفاجأة للكثيرين الرقم الذي جمعته الوزارة من هذه الصكوك.
اذن الأوقاف تحاول بعد عقود طويلة أن تعود إلي مهمتها الرئيسية التي تخلت عنها مضطرة بسبب إحجام الخيرين عن اللجوء اليها لوقف الأموال أو تقديم الصدقات لعلل كثيرة أهمها قلق إدرك الخيرين أن أموالهم لم تعد تصل إلي مستحقيها وأن سمعة الأوقاف نهالها الكثير من التلوث.
اتجه الناس مضطرين أيضاً إلي ما يثقون به من جمعيات قامت بمهمة الأوقاف وتحملت عن الدولة جانباً كبيراً من مسئوليتها تجاه مواطنيها فمنحت المستحقين الاعانات الراتبة وعلمت المستطيعين للتعلم حرفا ويسرت لهم العمل أو بيع منتجاتهم كما تولت تعليم الفقراء حتي الجامعة فضلا عن نشرها للثقافة الدينية وهي أمر تحمد عليه.
فلو تصورنا حال الأوقاف في الماضي من شكوك تلفها من قبل الخيرين وحال المجتمع بدون جمعياته هذه التي عملت في كل المجالات حتي أدق تخصصات الطب مجانا فإننا ندرك مدي ما كان يمكن ان يعانيه المجتمع.
الأوقاف بدأت وعليها أن تصير حتي يثق الناس بهاولن يثقوا إلا بشفافية واضحة فإذا ما اجتازت اختبار الثقة هذا فسوف تتولي في زمن بسيط مسئوليات الرعاية كما كان في الماضي.
أما ما أريد أن ألفت إليه وأنا أحيي هذه الجهود أن الأوقاف قامت بتأجير مستوصفات تابعة لها وهي من أموال الخيرين بأرقام كبير أو بأرقام من شأنها أن تدفع المستأجر إلي المغالاة في التعامل مع البسطاء القادمين اليه علي أنه الأرخص وهو أمر ما كنا نتمني أن يحدث أما وقد حدث فإنني أدعو الوزير لأن يخصص قيمة ايجارات هذه المستوصفات لعلاج المرضي مجانا أو ما تراه من أمور يحتاج اليها في مجتمعنا الكثيرون الذين يزدادون يوما بعد يوم؟
أما الاقتراح الثاني فيتمثل في الافادة بالمساجد التي لا تفتح الا قبل الصلاة بربع ساعة وتغلق بعدها وذلك بتحويلها بين الصلوات إلي فصول لمعاهد أزهرية تخفف كثافة الفصول التي تتجاوز الخمسين تلميذا في الفصل الواحد وأعتقد أن هذا الأمر سيمثل حلاً سحرياً لمثل هذه المشكلة وستجد الخيرين سيتقاطرون علي الأوقاف في تحمل ما تحتاجه مثل هذه التجربة من تجهيز فهل تفعل.